صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الأطفال المخبرون أبان النظام الشيوعي السابق
(2008-03-03)
آخر تحديث 2008-03-10 17:51 EET

صفحات من تاريخ رومانيا
فرض النظام الاستبدادي هيمنته ورقابته على جميع ميادين الحياة الاجتماعية وشملت تلك الرقابة جميع الفئات الاجتماعية أيضا و بدون استثناء .. ولم يفلت من سيطرته تلك أحد - حتى الأطفال الذين أراد النظام رغم صغرهم و براءتهم تحويلهم وفقا لما يناسب عقيدته . فاخترق الشيوعيون المدارس حيث أقدموا على تجنيد الأطفال و إعدادهم للعمل مع الحزب لاحقا أو حتى لجمع معلومات حول المدرسين و أولياء الأمور و زملائهم ولاسيما حول آرائهم وأقوالهم حول سياسة الحزب ,,
نجد في بحوث المؤرخين إشارات عديدة إلى نتدخل النظام الشيوعي في عملية تربية و تدريب ما سمي آنذاك بالإنسان الجديد والذي كان بمثابة آلية مجردة من الملامح البشرية تتجاوب مع أوامر الحزب وتنفذها على الفور وبانصياع تام . وفقد وصف الكاتب البريطاني جورج أورويل في روايته عام 1984 التعاون بين الشرطة السرية و الأطفال الذين كانوا يوشون بآبائهم .. أما في رومانيا فتم بعد عام 145 تجنيد الأطفال وفقا للأسلوب المتبع في الاتحاد السوفييتي بهدف تحويلهم إلى مخبرين وتدريبهم للعمل في جهاز القمع القهر لاحقا .. المؤرخ فلورين بانو من المعهد الوطني لبحث أرشيف الشرطة السياسية السابقة جاء لنا بمزيد من التفاصيل حول تلك العملية :
تأثر عمل الشرطة السياسية السابقة بالنموذج السوفييتي إلى أقصى درجة بل يمكنني القول بأنها استنسخت مناهج العمل السوفييتية بدون تردد وحتى بدون بحث مسبق لمعرفة ما إذا كانت تصح في رومانيا أيضا .. وتجنيد الأطفال يأتي ضمن هذا الأسلوب علما أن النظام السوفييتي كان يروج على نطاق واسع قصص الأطفال من المخبرين و غير المخبرين الذين وشوا بآبائهم وأقاربهم لمواقفهم المعادية للنظام بل وصفته الدعاية بأنه أبطال وعملت على إكسابهم الشهرة ومكافأتهم ومنح الأوسمة و الميداليات لهم .. الحقيقة أن الشرطة السياسية الرومانية طبقت نفس الأسلوب ..
كانت عملية التجنيد تعتمد على الممارسات الكلاسيكية كالابتزاز و المكافأة المالية وغيرها ..المؤرخ فلوريان براتو من جديد :
كان النظام يحاول قبل كل شيء معرفة حالات التهديد إن وجدت والمقصود بذلك جميع المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها أم الدولة وفي العديد من الأحيان كانت تلك المخاطر المزعومة مضحكة في الحقيقة .. وبعد معرفة المخاطر كان النظام يبحث عن الأطفال أو الشباب و المراهقين القادرين على موافاته بمعلومات من البيئة التي يعيشون فيها وكان يبحث عن أنسب طريقة للاتصال بهم بغية تجنيدهم . وكان يلتجئ لوثائق مسيئة سمعة العائلة إذا كان أحد أقارب الطفل قد مارس الحياة السياسية إبان النظام البرجوازي السابق أو إذا كان سابقا من أنصار أو عناصر الحرس الحديدي اليميني المتطرف أو الأحزاب السياسية البرجوازية .. فكل ذلك كان في راي النظام الشيوعي من شأنه أن يلحق الضرر بسمعة تلك العائلة . ولإقناع الأطفال المعنيين بالتعاون مع الشرطة السياسية كانوا يخوفونهم ويقولون لهم إن أجهزة النظام بصدد اعتقال أولياء أمورهم . ولكن في بعض الأحيان كانت الوطنية و القناعة بتفوق النظام الشيوعي هما الدافع الذي كان يحدا بالشباب على التعاون مع الشرطة السياسية . لا سيما إذا كان المخبر ابن عائلة من العمال البسطاء فقيل له إن الشرطة السياسية تدافع عن مصالح العمال وأولياء أمورهم و عن النظام الجديد الذي أتاح له الفرصة للالتحاق بالمدرسة و بناء مستقبله المهني .
حاول النظام الشيوعي يحاول منذ بداية عهده وحتى انهياره عام 1989 جمع المعلومات من بيئات اعتبرها أقل خطورة عليه . ولكن هذا الأسلوب خضع أيضا لتعديلات فرضتها أولويات النظام, ضيفنا فلورين بانو من جديد :
اختفى أسلوب التهديد المباشر وفرض القيود تدريجيا بقدر ترسيخ النظام الشيوعي . ففي الثمانينات من القرن العشرين كان عناصر الشرطة السياسية يهددون التلاميذ بالطرد من المدرسة لأسباب تتعلق بالغياب عن الدروس و غير ذلك فإقناعهم بالوشاية بزملائهم و مدرسيهم وإخبار عملائها بمواقفهم وأقوالهم عن النظام . في الخمسينات من القرن العشرين كانت الوشاية بزميل قد تؤدي إلى الطرد من المدرسة أو اعتقال أولياء أموره أو إبعاد المدرس الذي لم تكن وجهات نظره متطابقة للعقدية من النظام التعليمي نهائيا . ولكن مع مرور الزمن أصبحت الشرطة السياسية أكثر اهتمام النواحي الوقائية منها الحيلولة دون محاولات مغادرة الوطن من خلال خرق الحدود بصورة غير شرعية . فالتجأت إلى أساليب مختلفة عن تلك المتبعة في الخمسينات ومنها زرع الشكوك بين الناس و عدم الثقة من بعضهم البعض و زرع الشعور بالذنب و زرع انطباع بأنهم يعيشون تحت الحصار.
قبل بعض المعاونين للشرط ة السياسية السابقة بالعمل كمخبرين قناعة منهم بأنه يساعدون النظام بينما درك البعض عواقب الوشاية على الآخرين وحاولوا قدر الإمكان التهرب من ممارستها ..
ولكن أولئك الذين تعاونوا مع الشرطة السياسية استطاعوا بعد التخرج التقدم السريع في الحياة المهنية و الارتقاء بمساعدة النظام .
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ