Radio Romania International

Arhiva :

مدينة بيستريتسا في القرون الوسطى
(2008-02-18)
آخر تحديث 2008-02-19 17:40 EET Print
مدينة بيستريتسا في القرون الوسطى انتهى توسع المجر في القرن العاشر باستيطانهم منطقة ترانسيلفانيا حيث أقاموا إمارة في مطلع القرن الثالث عشر . وفي نفس القرن أوفد ملوك هنغاريا إلى ترانسيلفانييا الحالية تجمعات من المجر الذين استوطنوا أقاليمها الغربية ، والألمان الساكسون الذين استقروا في جنوب المنطقة . وكان الهدف من ذلك الدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة الهنغارية وحماية الطرق التجارية الرئيسية . كانت مدينة بيتسريبتساالحالية آنذاك واحدة من المدن التي استوطنها الألمان الساكسون والذين تعايشوا هناك على مدار الزمن مع الرومانيين . وفي منتصف القرن التاسع عشر قررت إمبراطورة النمسا ماريا تيريزا تشكيل أفواج حراس الحدود الرومانيين . وفي القرن التاسع عشر كانت منطقة بيستريتسا مهدا للحركات القومية الرومانية المؤرخة كابرييلا رادوليسكومن متحف تاريخ محافظة بيستريتسا وافتنا ببعض المعلومات الشيقة حول تاريخ هذه المنطقة . قالت عن تأسيس مدنية بيستريتسا - تعد بيستريتسا من أقدم المدن التي أقيمت في منطقة ترانسيلفانيا في القرون الوسطى ويعود تاريخها إلى ما قبل ثمانمائة عام . كانت إحدى المدن التي استوطنها الألمان الساكسون بدئا من نهاية القرن الثاني عشر ومطلع القرن الثالث عشر. أود أن أشيرهنا إلى الموقع الطبيعي الخلاب للمدينة على مقربة من جبال الكاربات الشرقية عند الحدود المتاخمة لمنطقة مولدوفا وقرب طرق تجارية رئيسية كانت تربط بين المناطق الوسطى لرومانيا الحالية وبين الشرقية . في القرن الثالث عشر أصبحت بيستريتسا إحدى المراكزالرئيسية في منطقة ترانسيلفانيا كلها فتعود إلى تلك الفترة أولى علامات الحياة المتحضرة . وفي نفس الفترة منحت لسلطات المدينة مختلف الامتيازات منها السماح بانتخاب قضاتها ومنحها الحق في تنظيم سوق تجارية سنوية كتلك التي كانت تنظم في مدينة بودابيست بهنغاريا . وانتهى كل ذلك إلى إعلان بيستريتسا مدنية حرة مما ساهم في تطوير الحياة المدنية فيها من جميع النواحي وتكثيف النشاط الاقتصادي وتطويرها من الناحية العمرانية أيضا . ترك الألمان الساكسون بصمات عميقة في التنظيم العمراني لمدينة بيتسريتساالتي بقيةتحمل ملامح المدن الألمانية التقليدية في القرون الوسطى على حد تعبيركابريلا رادوليسكو: شريط الدليل على ذلك المباني والمعالم العائدة إلى القرون الوسطى والتي لاتزال قائمة وتبرز خصائص الفن المعماري المتميز لذلك العصر ، فلانزال نشاهد عناصرلمختلف الأساليب الفنية الشائعة في القرون الوسطى كالقوطي والباروكي والكلاسيكي الجديد إضافة إلى أسلوب النهضة وكلها تثير من أناقة المباني وجمال المدينة وقيمتها المعمارية . في أيامناهذه تشكل المباني والمعالم العائدة إلى القرون الوسطى إرثا تاريخياهاما من شأنه أن يأتي بمنافع عديدة لسكان مدينة بيتسريتسا شريطة أن يقوموا باستثماره على أفضل وجه . فعليهم أيضا استثمار مميزات هذه المدينة التاريخية على حد تعبير كابرييلا رادوليسكو : تبدو بيستريتسا للزائر كمدينة محصنة متميزة من القرون الوسطى . وجدير بالذكر أن الامتيازات التي منحت لها في ذلك العصر جعلتها إحدى أهم المدن في منطقة ترانسيلفانيا . ففي القرن الخامس عشر شيدت أسوار دفاعية ضخمة حولها وشبكة من الصروح الدفاعية شملت الأبراج والبوابات ، كما حُفِرَت حولها الخنادق . وفي داخل تلك الأسوارشيدت المباني على أشكالها وأنواعها وفقا لنظام معماري دقيق لا نزال نشاهد بقاياه في أيامنا هذه . فالشوارع التي نسلكها اليوم شيدت بعضها في نهاية القرن الثالث عشر. أما الساحة المركزية للمدينة فلا تزال تحتضن بعضا من الصروح القديمة. ثم شيدت الأحياء السكنية حول الصروح الرئيسية وبينها شبكة من الشوارع الرئيسية وأخرى جانبية . لا بد من المحافظة على إرث القرون الوسطى الذي تفتخر به مدينة بيتريستا اليوم . فإن المحافظة عليه تعني أيضا المحافظة على ذاكرة التاريخ ..