صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
أكبر كارثة في تاريخ السكك الحديدية
(2011-01-05)
آخر تحديث 2011-01-10 15:24 EET
دوميتور دوني تاوتو كان في عام 1916 ضابط صف مقاتلا شارك في معارك عديدة وتأثرت نفسيا بشراسة الحرب ولذلك الحرب فسمح له بأخذ إجازة قصيرة .. وكان يسافر بذلك القطار رفقة عمه وهو عقيد في الجيش الروماني إلى منطقته الأصلية شمال البلاد . غادر القطار مدينة بارلاد في الساعة الثانية عشرة متوجها إلى مدينة ياشي . لكن بسبب الحرب كانت عربات القطار مكتظة بالركاب المحشورين في كل الزوايا، بل اعتلى بعضهم أسطح العربات و جلس بعضهم الآخر على السلم وحتى على الفواصل بين العربات وعلى آليات تشغيل الفرامل .. وفي كل محطة كان مزيد من الركاب يكتسح عربات القطار .. كان دوميترو تاوتو واحدا من الناجين القلائل من تلك الكارثة و في عام 1979 سجل مذكراته عنها على الشريط .. وفي عام 1996 التقى بع محررو مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية وهو في الثانية بعد المائة من العمر وسجلوها مرة أخرى للاحتفاظ بها .. وفي البداية حديثه قال :
"كان القطار مزدحما بالركاب حتى أننا وجدنا مقعدين خاليين في إحدى عرباته الوسطية بصعوبة كبيرة ... المهم أننا استطعنا أن نعثر على هذين المقعدين لأننا كنا نعرف أن الرحلة طويلة وأن القطار يتوقف في محطات كثيرة في الطريق . كان القطار طويلا جدا وكانت عرباته من جميع الأنواع و الأشكال بعضها للمدنيين و بعضها الآخر للبعثات العسكرية الأجنبية فضلا عن عربات النوم والمطاعم وكان للقطار قاطرتان .. وفي الساعة الثالثة بعد الظهر انطلق القطار متوجها إلى مدينة ياش بتأخر ثلاث ساعات عن الموعد المحدد لبداية الرحلة"
في الساعة الحادية من ليلة الأول من يناير كانون الثاني لسنة ألف وتسعمائة و سبع عشرة كان القطار قد قطع حوالي مائة كيلومتر من الطريق في غضون ثلاث عشرة ساعة من السير حنيها دخل القطار منحدر تشوريا .. وكانت تلك بداية النهاية بالنسبة للقطار و ركابه :
"كانت سرعة السير طبيعية حين سلوك القطار منحدر تشوريا ولكنها أخذت في الازدياد أكثر فأكثر حتى دوخت رؤسنا .. كنت قد استغرقت في النوم لكني استيقظت فجأة ولثوان بضع تخيلت أني في الطائرة .لاحظت أن القطار كان يسير بسرعة جنونية وأن الركاب حائرون في أمرهم لا يعرفون ماذا يحدث ولماذا تهتز النوافذ و تسقط الحقائب من مكانها فوق المقاعد .. كانت عجلات القطار بالكاد تلمس السكة .. أدركت فيما بعد أن فرامل القطار تعطلت بسبب الجنود الذين كانوا يجلسون على آليات تشغيلها .. في غضون ذلك رأيت الركاب الجالسين فوق العربات يسقطون في الثلج واحدا واحدا بسبب سرعة السير لكنهم لم يصيبوا بأذى . ولكن قبل دخول القطار محطة تشوريا خرجت قاطرته الثانية عن الخط ثم اصطدمت بها جميع العربات المتسلسلة خلفها واحدة تلو الأخرى ..كان المشهد رهيبا .. أما عربتنا الوسطية فتفككت وأصبحت بدون نوافذ و أرضية بينما تحولت مقاعدها إلى كتل عديمة الشكل .. وانفصل المصباح عن سقف العربة و سقط على رأسي ثم انهالت علي حقائبي و حقائب بقية الركاب ."
استطاع دوميترو تاوتو أن يخرج من العربة مع عمه لكنه اضطر لترك أغراضه فيها تجنبا لإضاعة الوقت .. كان يسمع الصيحات تنطلق من كل صوب وكان يشاهد عربات مقلوبة مدمرة في كل مكان .. فجأة اشتعلت النيران في إحداها وأخذت تنتشر نحو العربات الأخرى بسرعة فائقة:
"كانت صيحات الرعب و الألم تمزق صمت الصباح .. سارعنا إلى مساعدة الركاب المحصورين تحت حطام العربات ولكن عندما رأوا لهب النار تتقدم نحوهم بسرعة طلبوا منا أن نبتر أذرعهم أو أرجلهم لكي يتحرروا وينجو من الموت ... بعد حوالي نصف ساعة كان الحريق قد دمر خلالها أكبر جزء من القطار سمعنا دوي انفجار مروع في موقع الحادث .. علمنا لاحقا أن قطارا آخر كان متوقفا قرب قطارنا المنكوب انفجر بسبب ارتفاع درجة الحرارة في محيطه . و أودى الانفجار بحياة عناصر فرق الإنقاذ ."
وفي صباح الأول من يناير كانون الثاني عام 1917 نقل الناجون إلى مدينة ياش لكن جثث الضحايا بقيت في موقع الكارثة إلى حين تحديد هويتها .. ويقول المؤرخون إن السبب الرئيسي للكارثة يكمن في الظروف الاستثنائية التي مرت بها رومانيا آنذاك على خلفية الحرب العالمية الأولى
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ