Radio Romania International

Arhiva :

ممارسات الجيش الأحمر في رومانيا
(2008-01-28)
آخر تحديث 2008-01-29 17:30 EET Print
صفحات من تاريخ رومانيا يعد احتلال الروس و السوفييت لرومانيا في مختلف العصور التاريخية من أكثر الظواهر قساوة . فقال شهود مرارا إن أعمال الجيش السوفييتي وتصرفات جنوده غيرالمعقولة تجاوزت بكثير ما كان الجيش الروسي القيصري السابق قد أقدم عليه من ممارسات بغيضة . فهناك دلائل تاريخية مكتوبة ومروية تشير كلها إلى ما ارتكبه الجنود السوفييت من أعمال عنف ونهب وسلب واغتصاب وإثارة المشاجرات أثناء احتلال الجيش الأحمر للبلاد . لا يزال التراث الشعبي العائد إلى تلك الفترة التاريخية يحتفظ بطرف عديدة حول محاولات الجنود الروس سرقة ساعات اليد ممن كانوا يلتقونهم في الطريق . ومن جهة أخرى تشيرمدونات ويوميات العديد من الجنود والمواطنين العاديين في بلدان أوربا الوسطى والشرقية إلى حالات العثور على جثث للجنود السوفييت كانوا وقت مقتلهم يحتضنون بساعات جدارية ذات الرقاص . كانت فترة تواجد الجيش الأحمر في رومانيا تجربة مريرة لاسيما على الذين كانوا يتوقعون الكثير من مجيء السوفييت . فتوجد في أرشيف مركز التاريخ المروي تسجيلات لأحاديث شهود عيان حول مجيء الجيش الأحمر لرومانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية. هاري مايوروفيج من منطقة سيكيت الشمالية . قضى بعض الوقت في معسكرات الاعتقال النازية فأطلق الجيش الأحمرسراحه عام 1945 . ولكن صورة جيش التحريرالتي كان قد رسمها في ذهنه ، سرعان ما تشوهت من جراء الممارسات السيئة للجنود السوفييت كنت قد تسلقت إلى سقف ثكنة في المعسكر وكنت أشاهد من على علوها العديد من القتلى من الروس والألمان وجثثهم المتناثرة في الطريق . فإذا بجندي روسي يقترب من ثكنتنا . كان في حالة سكر شديد ، ويرتدي بدلة مجرية وسروالا إيطاليا ، ويحمل بندقية أوتوماتيكية . أخذ يدحرج علبة فارغة . حينئذ قلت لزميلي الذي كان معي على السقف إننا أحرار لقد جاء الجنود السوفيت وسيفرجون عنا . فإذا بعربة تجرها خيول تقترب من المعسكر وخلفها ضابط شاب وقاذفة هاون . وأمامها ضابطان كانا يدققان في خريطة ، وخلفهم روسي يعزف على آلة الهارمونيكا وامرأة ترتدي زيا رجاليا تحتضنه وتقبله بدون توقف . فقلت لرفيقي : أهذا هو الجيش الروسي ؟ أهذا هو جيش التحرير ؟ عربة بالية ؟ في تلك الأثناء كان سائر الأسرى يهتفون : إننا أحرار .. إننا أحرار .. ولكن لم يجرؤ أحد على الخروج من المعسكر . في نهاية المطاف خرجت لاستقبال الروس ولكن أحدهم دفعني بقوة وشتمني وقال أنت جاسوس . كاميل جيرنات المهندس في البحرية الرومانية يتذكرتصرف الجنود الروس مع ضباط البحرية الرومانيين بعد انضمام رومانيا إلى القوات الحليفة في الثالث والعشرين من آب أغسطس عام 1944 . فكان الجنود الروس يفتشون السفن الرومانية وينهبون ويسرقون الأغراض الشخصية للضباط الرومانيين : دخلت إلى مقصورتي ولاحظت أن بعض أغراضي الشخصية كانت قد سرقت . إذ أخذوا من جيوب بدلتي كل ما وجدوا فيها من أوراق و وثائق شخصية ومال . أما خزانة الملابس فلقيتها فارغة تماما فكانوا قد أخذوا جميع ملابسي و ساعة اليد التي كنت قد تركتها على المنضدة الصغيرة في المقصورة . ألكساندرو كريجانو كان ضابطا في البحرية الرومانية ويتذكر الحيلة التي التجأ إليها للحفاظ على ساعة اليد أثناء تفتيش الجنود الروس القطار الذي كان يستقله : TRACK 26: أثناء الحرب تمكنت ، بصفتي ضابطا في البحرية شراء ساعة يد سويسرية ممتازة عالية الجودة ، ثمنها كان يعادل راتبا شهريا كاملا حيث أنها مفيدة جدا للبحارة لأنها تقيس المسافات و الزمن والسرعة إلى آخره . وكانت من الذهب طبعا . فلما وصلنا إلى الجسر في مدينة جيرنافودا وكنا بصدد عبوره توقف القطار فجأة فصعد إليه جنود لدورية روسية . كنت مع رفاقي في مطعم القطار وبعضهم بصحبة زوجاتهم . أمرنا الجنود الروس بخلع ساعات اليد . وسرعان ما أدركت أنهم يريدون أخذها منا فأخفيت ساعتي في حذائي . ولما وصل أمامي سألني الجندي الروسي : أين الساعة قلت له إنه ليس عندي ساعة . لكنه رأى أثرها على يدي. قلت له إن غيره أخذها مني قبله .. فتركني وشأني ..وهكذا بقيت الساعة عندي . لم يكن لعنف الجنود السوفييت وتصرفاتهم غيرالمعقولة حدود في أحيان عديدة ، أما أعمال النهب و السرقة فتبدو تافهة بالمقارنة بما أقدموا عليه من عمليات ترحيل و اغتصاب و جرائم قتل من أجل الطعام . ومعروف أن جميع جيوش الاحتلال أيا كانت ، أقدمت على ارتكاب التجاوزات .. فما عمل الجيش الأحمر سوى إتباع نفس الأصول التي كانت تتبعها الدولة الشيوعية المنبثقة عنها في عملها والتي تمثلت في فرض العنف بدلا من الانضباط والبؤس بدلا من الكرامة والعار بدلا من الشرف .