Radio Romania International

Arhiva :

تيمشوارا أول مدينة تحررت من الشيوعية في رومانيا
(2010-12-27)
آخر تحديث 2010-12-28 13:39 EET Print
سنقدم لكم مقاطع من التسجيلات الصوتية الموجودة في حوزة مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية يصف فيها المتحدثون الأجواء التي سادت مدينة تيميشوارا ما بين السادس عشر و التاسع عشر من ديسمبر كانون الاول عام 1989 و عن سكانها اليائسين من غطرسة النظام الشيوعي ومظاهراتهم العارمة و عن القوات الخاصة التي فتحت النار على المدنيين العزل .. ميرتشا كارب المحرر في إذاعة أوروبا الحرة آنذاك كان ضمن فريق الإعلاميين الذي قام بتغطية الثورة الرومانية و قال : "أول من وافانا بتقرير إذاعي عن أحداث تيميشوارا هو زميلي سورين كونيا لكن في اليوم الثاني و الثالث بعد اندلاعها قمنا بتنظيم صفوفنا و شكلنا فرق عمل لضمان تغطية شاملة لها على مدى أربع و عشرين ساعة .. كنا نحصل على المعلومات من وكالات الأنباء العالمية ومن أناس قادمين من رومانيا لكننا افتقرنا في الحقيقة إلى معلومات مؤكدة من مصادر موثوق بها .. يكفي أن نتذكر ما تردد آنذاك من شائعات حول عدد القتلى من سكان مدينة تيميشوارا .كن عددا هائلا في الحقيقة ..اضطررنا ببث تلك المعلومات كما هي مع ذكر المصدر طبعا . لم يكن الأمر سهلا خاصة وأننا أخفقنا في إقامة أية علاقة مع راديو رومانيا في تلك الأيام .". كانت أنباء تيميشوارا في أيام الثورة متضاربة وكانت تنقل بحماسية مفرطة .. لم يكن مصير الثورة معروفا في تلك الأيام و لم يكن أحد متأكدا من أن الرومانيين سوف يستعيدون حريتهم في النهاية ففي تلك الظروف الغامضة شعر الناس بالحاجة إلى التحدث عما رأوا من تحركات لتبقى أحاديثهم شهادة على نضال سكان تيميشوارا في سبيل الحرية .. ها هو عينة من تلك الأحاديث هي لرجل لم يكشف النقاب عن هويته : "هربت من مدينة تيميشوارا حيث شاهدت و شاركت في عصيان سكانها .. بدأ كل شيء عندما أرادت السلطات إخلاء القس لاسلو توكيش من منزله .. إنه رجل شجاع تجرأ و طلب من رئيس الجمهورية أن يعمل على تحسين الظروف المعيشية و احترام الحريات الأساسية . وقد تجمعت الحشود أمام منزله لمنع السلطات من إخلائه واعتقاله ..جاؤوا بالمئات أولا و ثم بالآلاف .. وبلغ الحراك ذروته في السادس عشر من ديسمبر عندما امتلأت الساحة المركزية للمدينة بالمتظاهرين .. كانوا ينتظرون ردود فعل السلطات في هدوء تام .. لكن في ليلة السادس عشر من ديسمبر فقدوا صبرهم و أصبحوا أكثر هجومية .. في النهاية جاء مسؤولان حزبيان هما الرفيق موتس الأمين السابق للمنظمة الحزبية للمحافظة و الرفيق رادو بالان أمينها الجديد . حاولا تهدئة الأمور .. لكن الناس لم يستمعوا إليهما بل قابلوهما بصيحات الاستهجان . شيئا فشيئا أصبحت المظاهرة تتحول إلى عصيان مدني فأخذ الناس يرددون هتافات ضد شاوشيسكو .. قالوا ليسقط شاوشيسكو شاوشيسكو أين هي حريتنا .. و حطموا واجهات المحلات و أضرموا النار في السلع الموجودة في داخلها و التي كانت بكميات ضئيلة جدا في حقيقة الأمر .. و في السابع عشر من ديسمبر نظم سكان تيميشوارا مظاهرات صاخبة جديدة ورددوا هتافاتهم مجددا مطالبين بالحرية و الحياة الكريمة .. لاحظت أنهم كانوا أكثر عزما و تنظيما . كان من الروعة صراحة أن أراهم يدافعون عن أنفسهم وعن حقوقهم على ذلك النحو .". الأديب و المنشق فيليام توتوك كان في ألمانيا الغربية وقت اندلاع أحداث تيميشوارا و ما أن انتتشرت أنباؤها حتى سارع للحصول على معلومات عن المدينة المحاصرة وقال لمحرري مركز التاريخ المروي : "بعد ساعات من المحاولات اليائسة نجحت في الاتصال بشخص كان يقيم في وسط المدينة قرب مقر الحزب الشيوعي .. وأثناء المكالمة سمعت دوي الطلقات النارية .. قال لي إن سكان المدينة يتظاهرون منذ أربعة أيام احتجاجا على قرار السلطات ترحيل القس لاسلو توكيش وإن قوات الأمن و الشرطة و الجيش تدخلت لتفريقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع و خراطيم الماء و العصي المطاطية . في البداية أطلقوا طلقات الإنذار في الهواء فقط . لكن المتظاهرين توجهوا إلى مقر المنظمة الحزبية للمحافظة حيث طلبوا اجتماعا مع أمينها الجديد رادو بالان . وكان الأمين السابق معه في مكتبه لكنهما رفضا الحوار مع المتظاهرين .. عندها بداء الناس بترديد هتافات ضد شاوشيسكو و أحرقوا صوره و كتبه" تيميشوارا هي المدينة التي شكلت مع العاصمة بوخارست محور الديمقراطية في رومانيا بعد عام 1990 .