صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
مصير مخترقي الحدود في الحقبة الشيوعية
(2010-12-13)
آخر تحديث 2010-12-27 17:04 EET
في ستينات القرن الماضي تلطخت الحدود بين شطري ألمانيا بدماء الآلاف من مواطني ألمانيا الشرقية الذين حاولوا التسلل عبرها إلى الغرب هربا من النظام الدكتاتوري الحاكم في بلادهم . لكن الأحداث التي حرت على رومانيا الغربية مع كل من يوغسلافيا وهنغاريا فاقت كل التصورات .. ففي عام 1944 قصدها مرارا أبناء الأقلية الألمانية القاطنين في غرب البلاد ممن أرادوا الفرار عبرها إلى الغرب بصورة غير شرعية . وفي سبعينات و ثمانينات القرن الماضي حاول اختراقها ستة عشرألفا من الرومانيين واعتقل حراس الحدود اثني عشر ألفا منهم . وقد أطلقت السلطات الشيوعية على أولئك مخترقي الحدود وعاملتهم بقسوة بالغة بحيث كتبت محاولاتهم لعبور الحدود بتلك الطريقة فصلا مظلما في تاريخ رومانيا الحديث .. عن تلك الأحداث ذاتها يتحدث الكتاب الذي يحمل عنوان القبور تصمت لدوينا ماغيتس و يوهان شتاينر .وعلى الرغم من أن عدد الذين لقوا حتفهم أثناء محاولاتهم لاختراق الحدود لا يزال غر معروف إلى يومنا هذا إلا أن مقابر المجهولين في منقطة الحدود المطلة على الدانوب تشهد بأن الكثير من المخترقين قتلوا رميا بالرصاص على أيدي حراس الحدود . وقد زار يوهنا شتاينر أحد تلك المقابر في مطلع تسعينات القرن الماضي وقال:
"يعلم الجميع أن مصير مخترقي الحدود بين شطري ألمانيا كان القتل رميا بالرصاص لكن عبور تلك الحدود كان شبه مستحيل في الحقيقة كونها محصنة بصفين من الأسوار المتينة ومحروسة من قبل جنود مدججين بالسلاح .. لكن الوضع اختلف على حدود رومانيا الغربية التي لم تكن حراستها على نفس الدرجة من الشدة لذلك فإن عدد ضحايا عمليات العبور غير الشرعية كان أكبر بكثير .. إني متأكد من ذلك غير أنني لا أملك وثائق رسمية تثبت صحة أقوالي إلا أن قبور المجهولين المنتشرة على ضفة الدانوب تتحدث بحد ذاتها عن تلك الأحداث المأسوية وضحاياها .. شخصيا لم أزر إلا قرية واحدة قرب حديقة بورتسيلي دي فير الطبيعية بعد سقوط شواوشيسكو في شهر فبراير شباط عام 1990 حيث التقيت برئيس بلديتها و ذهبت إلى المقبرة و تفقدت قبور المجهولين لكنني لم أستطع تحديد عددها بدقة بسبب الأعشاب التي تغطي الكثير من القبور .. ومع ذلك عددت في تلك المقبرة وحدها خمسة و ثلاثين قبرا لمجهولين .."
قتل أول المتسللين عبر الحدود الرومانية اليوغسلافية من قبل اليوغسلاف وتبين أنهم كانوا من أبناء الأقلية الألمانية . و في منتصف الستينات تم التوقيع على اتفاق ألماني يوغسلافي تعهدت السلطات اليوغسلافية بموجبه بتسليم مخترقي الحدود من أبناء الأقلية الألمانية في رومانيا إلى السفارة الألمانية في بلغراد .. أما غير الألمان فكان حظوظهم للنجاة سالمين من مثل هذه التجربة ضعيفا جدا .. لأن حراس الحدود الرومانيين استخدموا كل الوسائل و الأساليب لمنعهم من الهروب من القتل رميا بالرصاص إلى الضرب حتى فقدان الوعي أو الموت و المصادمة بالقوارب إن حاولوا العبور سباحة .. وكانت جثث القتلى تبقى في الحقل عدة أيام ليراها الناس ويستخلصوا العبر من رؤيتها .وقد اشتكت السلطات اليوغلافيا للطرف الروماني مرار من انسداد النهر بسبب تعثر جثث القتلى و الغرقى عند سد محطة توليد الطاقة الكهرمائية في بلدة بورتسيلي دي فير المتاخمة للحدود بين البلدين .. لكن الكاتبة دوينا ماغيتس لا ترجع إساءة معاملة الهاربين إلى وحشية حراس الحدود :
" أراد حراس الحدود الامتثال لأوامر قائد الوحدة العسكرية و تعليمات الحزب على أفضل وجه بحثا عن المكافآت المالية و الارتقاء المهني وتجنبا للانتقادات و العقوبات ..أعتقد أن النظام أثر في طابع حراس الحدود و سلوكهم حتى حولهم إلى رجال قاسيين لا ترق قلوبهم لأحد و لا يعرفون معنى الشفقة "
لم يرحم حراس الحدود الرومانيون الهاربين إلا نادرا أما اليوغسلاف و المجريين فكانوا يسلمونهم للسلطات الرومانية على الفور..وكان تواطؤ اليوغسلاف مع نظام شاوشيسكو في قضية الهاربين عملا معيبا خاصة وأن الأمم المتحدة كانت قد فتحت مكتبا للاجئين في بلغراد ومنحت أموالا للدولة اليوغسلافية لحماية هؤلاء .. وكانت معاملة السلطات للهاربين دليلا آخر على احتقار النظام الشيوعي للإنسان سواء كان هذا النظام دكتاتوريا كنظام شاوشيسكو أو ليبراليا كالنظام اليوغسلافي
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ