صوت رومانيا العالمي
2025-04-17



















Arhiva :
نيكولايه يورغا و الحرس الحديدي
(2010-12-09)
آخر تحديث 2010-12-13 19:12 EET
في سجن جيلافا قرب بوخارست سقط برصاص رجال الحرس الحديدي خمسة وستون من المسؤولين الكبار السابقين في عهد الملك كارول الثاني في عملية انتقام استهدفت كل من اعتبورهم مسؤولين عن مقتل زعيم الحرس الحديدي كورنيليو زيليا كودريانو عام 1938 .

كان المؤرخ نيقولاي يورغا واحدا من ضحايا الحرس الحديدي .. ولد عام 1871 وكتب مائتين و خمسين كتابا و خمسة و عشرين ألف مقال وهذا الإنتاج المذهل من المؤلفات جعل المتعاطفين مع التيار القومي من المؤرخين ينظرون إلى نيقولاي يورغا على أنه مؤسس علم التاريخ و وسعوا إلى نشر هذه الصورة المشرقة عنه بين الجماهير الواسعة حتى أصبح يورغا يوصف بأنه أكبر مؤرخ عرفته رومانيا و إحدى أكبر الشخصيات العلمية و الثقافية في التاريخ . لكن الشهرة الكبيرة التي حظي بها نيقولاي يورغا تقوم في واقع الأمر على سقوطه ضحية للحرس الحديدي و على الكم الهائل من الكتب و المقالات التي كتبها غير أن الخبراء يقولون إن غالبية هذه المؤلفات عديمة القيمة والفائدة وتوحي بمعاناة صاحبها من هوس الكتابة.. فكان يورغا يكتب عن كل شيء مدعيا الدراية في كل شيء الأمر الذي جعل الأديب باستوريل تيدوريانو يقول عنه بسخرية : "لا توجد هناك من مسألة سواء كانت كبيرة أم صغيرة سواء تعلقت بكوكب مريخ أو بتسريحة الشعر إلا و السيد يورغا يكتب عنها ويدلى رأيه فيها ..
وصف نيقولاي يورغا من قبل معاصريه بأنه رجل متغطرس يعتبر نفسه مدرس الأمة و أحد عظمائها كما لم تفتهم مواقفه القصوى في قضايا عديدة وتصرفاته المفرطة و حتى الألفاظ النابية التي كان يستخدمها في أحاديثه أحيانا . افتقر إلى الخبرة في العمل السياسي والدليل على ذلك أن الحكومة التي ترأسها بين عامي 1931و1932 كان زعيمها الحقيقي السياسي المحنك كونستانتين أرجيتوياو .. و غازل ممثليها على حد قول ضيفنا المؤرخ يوان سكورتو ما يلي:

"اعتنق يورغا الأفكار القومية و ساهم في تأسيس الحزب القومي الديمقراطي عام 1910 وأعرب مرارا عن يقينه بضرورة أن يمسك الرومانيين بزمام المبادرة في السياسة و الاقتصاد معا وذلك في وقت كانت فيه المنشات الرئيسية و البنوك و التجارة كلها في حوزة أبناء الأقليات العرقية و الأجانب .. كما دعا إلى إحلال العنصر الروماني محل العنصر غير الروماني في جميع الميادين ولكن بطريقة سلمية إذ حث الرومانيين على التعلم و التدرب في كل هذه المهن حتى يتمكنوا من التغلب على الأجانب في أية منافسة مهنية معهم .و لقيت هذه الأفكار الاستحسان و الترحيب من حركة الحرس الحديدي إلا أنها وخلافا لتجيهات يورغا اختارت التطرف سبيلا إلى تطبيقها وذهبت إلى حد التصفية البدنية لكل المناهضين لسياستها "

في منتصف الثلاثينات تدهورت العلاقة بين نيقولاي يورغا و اليمين املتطرف ووصلت إلى النقطة الحرجة في عام 1938 بعد إعلان الملك كارول الثاني حل البرلمان و الأحزاب السياسية . عندها قرر زعيم الحرس الحديدي إيقاف نشاط منظمته لكنه سمح لأعضاء المنظمة بمواصلة أعمالهم التجارية و إدارة المحلات التي كانوا قد فتحوها تطبيقا لتوصيات يورغا نفسه . لنستمع إلى تفاصيل هذا الخلاف بين يورغا و الحرس الحديدي من المؤرخ يوان سكورتو:

" كان يورغا مقتنعا بأن محلات الحرس الحديدي كانت قد تحولت إلى أوكار للعمل السري لهذه الحركة و أن عناصر الحرس كانوا يجتمعون فيها بذريعة إدارة أعمالهم التجارية للتآمر على الدولة و التخطيط لزعزعة استقرارها ..لذلك تدخل شخصيا لدى الجهات الرسمية و طلب إغلاق تلك المحلات ما أشعل نار الخلاف بينه وبين زعيم الحرس الحديدي . فكتب زيليا كودريانو رسالة إلى نيقولاب يورغا متهما إياه بالحقارة .. لكنه لم يفهم لماذا اعترض يورغا على أنشطتهم التجارية وطلب إغلاق محلاتهم بعد أن كان قد حث الرومانيين على العمل في التجارة لإبعاد الأجانب و خاصة اليهود عن المشهد ..و بنصيحة من حاشية الملك رفع يورغا دعوى قضائية ضد كودريانو لكنه سرعان ما أدرك خطورة الوضع الذي كان قد ورط نفسه فيه وسحب الدعوى .ومع ذلك استمرت المحاكمة وصدر الحكم بالسجن بحق كودريانو .. وفي أثناء ذلك جرت عمليات تفتيش في منازل بعض قياديي المنظمة و مقراتها ..و على أساس نتائجها تم تقديم كودريانو للعدالة مرة أخرى .. وفي النهاية حكم عليه بالسجن مدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة . وفي الثلاثين من نوفمبر تشرين الثاني عام 1938 اغتيل كودريانو على أيدي مسلحين أثناء نقله من سجن رامنيكو سارات إلى سجن جيلافا قرب بوخارست .."

كان نيقولاي يروغا في نظرة قياديي الحرس الحديدي المسؤول الرئيسي عن مقتل زعيمهم زيليا كودريانو .. وبعد وصول الحرس الحديدي إلى السلطة كحليف للجنرال أنتونيسكو أصبحت الفرصة سانحة له للانتقام منه ففي ليلة السادس و العشرين من نوفمبر تشرين الثاني عام 1940 اقتحم رجال الحرس الحديدي منزل نيقولاي يورغا وأخذوه إلى غابة قرب مدينة بوليشتي حيث قتلوه رميا بالرصاص ..


 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ