Radio Romania International

Arhiva :

حرية التنقل إبان النظام الشيوعي
(2010-11-08)
آخر تحديث 2010-11-18 16:51 EET Print
في رومانيا منحت السلطات الشيوعية المواطنين قدرا من حرية للتنقل و السفر إلى الخارج خاصة في الفترة ما بين نهاية ستينات القرن الماضي و مطلع الثمانينات وسمحت لهم بالقيام برحلات سياحية إلى الخارج ببعض الشروط .. لكن البعض استغل الفرصة المتاحة لهم للسياحة في الخارج لمغادرة رومانيا نهائيا و الفرار من المعسكر الشيوعي .. المهندس كونستانتين تينيسون كان رئيسا لمعهد السكك الحديدية و مهندسا ذا كفاءة مهنية عالية .. تلقى دروسا تخصصية في الاتحاد السوفيتي و تماطل في الانضمام إلى الحزب الشيوعي قدر المستطاع لعدم اقتناعه بالإيديولوجية الشيوعية و لرفضه أية حلول وسطى قد تسئ لسمعته . في عام 1957 فقد كونستانتين تينيسون منصبه بسبب جزابه أعطاه لأحد طلابهم أثناء ندوة طلابية اعتبر مستهزئا و غير مقبول. وفي الحديث الذي أدلى له لمحرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية تذكر تلك الحادثة قائلا : " في ذلك العام أبلغتنا السلطات بأنها تنوي دمج بعض الكليات ومن بينها الكلية التي كنت أنا رئيسها و كذلك الكلية التي كان يترأسها أمين المنظمة الحزبية في الجامعة.. وبطبيعة الحال تقرر دمج الكليتين في كلية واحدة برئاسة أمين الحزب وأخذوا يبحثون عن حجة لتبرير طردي من الجامعة فوجدوها في أحد اللقاءات التي عقدتها مع الطلاب . فعندما سألني أحدهم عمن هو مخترع المذياع هل هو الروسي بوبوف أم أنه الإيطالي ماركوني الإيطالي قلت له إن الجواب قد يختلف من مجيب إلى آخر ..فسرعان ما ظهرت ردود فعل سلبية على قولي ذلك الذي اعتبر غير لائق وغير مقبول في مؤسسة تعمل على تربية الجيل الجديد .. وهكذا وجدوا حجة لتبرير طردي من الجامعة .. أما قرار مغادرة رومانيا فاتخذه أثناء زيارة عمل لألمانيا . المهندس كونستانتين تينيسون من جديد : " في عام 1968 كنت ضمن الوفد الروماني الذي زار ألمانيا الغربية في مهمة عمل .. وقضيت فيها شهرا كاملا .. وعندما دخلت متاجرهم و شاهدت تلك المنتجات الممتازة المتنوعة و رأيت كيف يعيشون و أين وصل مستوى معيشتهم وجدت نفسي أقارن ما أشاهد بما كانت عليه الحياة في رومانيا قبل الحرب .. وبدأت أفكر في مغادرة رومانيا .. “ اتخذ ضيفنا قرار مغادرة رومانيا نهائيا بينما كان يقوم برحلة سياحية لتركيا .. ومن مدينة اسطنبول غادر إلى الولايات المتحدة بمساعدة منظمة كاثوليكية .ويقول كونستانتين تينيسون إنه في بداية تواجده في أمريكا لم يلتقي برومانيين إلى نادرا ولكن الأمور تغيرت بعد اكتشافه الكنيسة الرومانية في منهاتن التي سرعان ما بدأ يرتادها وانضم إلى أبرشيتها .. ثم قام بتأسيس منظمة ثقافية للرومانيين و ندوة إيمينسكو الأدبية .. ولكنه اصطدم بأنشطة مخبري الشرطة السياسية وعملاء النظام ومحاولاتهم تعكير صفو حياة الرومانيين في أمريكا .. لنستمع إليه مرة أخرى :” سعى أولئك إلى الإساءة لسمعة أمريكا وإلى نشر الفرقة و الكراهية بين الرومانيين هناك و حاولوا غرس الشعور بالبطلان في نفوسهم و إقناعهم بأنهم أصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة .. وفي كل لقاءاتنا و ندواتنا كانوا ينتقدون كل شيء و يقولون إنه غير معجبون بفعالياتها و كيفية تنظيمها .. بات واضحا انهم يريدون إثارة المشاكل و تأليب البعض على البعض الآخر ..