صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
أسرى رومانيون في معسكرات الاعتقال السوفييتية
(2007-10-15)
آخر تحديث 2007-10-16 17:54 EET
كان من بين الذين أرسلوا إلى معسكرات الأشغال الشاقة السوفييتية عدد لا بأس به من الرومانيين- شأنهم في ذلك شأن غيرهم من أبناء شعوب الأمم الأوربية الوسطى والشرقية . كان بينهم القس فاسيلي تسيبوردي VASILE TSEPORDEI الذي ولد في منطقة باسارابيا الرومانية التاريخية التي تشكل الآن جمهورية مولدوفا ولجأ إلى رومانيا عام 1940 بعد ضم المنطقة إلى الاتحاد السوفييتي بموجب اتفاقية ريبنتروب مولوتوف.
وعين مدرسا للاهوت في ثانوية البنات في بوخارست و رئيسا لمجلة ثقافية . وفي سنوات الحرب العالمية الثانية انضم إلى الحركات المعادية للشيوعية والسوفييت وأصبح ناشطا فيها. اعتقل عام 1948 بتهمة المشاركة في نشاطات معادية للاتحاد السوفييتي سجن في مدينة كونستانتزا شرق رومانيا . في الثاني من فبراير شباط عام 1949 سلم للسلطات السوفييتية . في عام 1996 سجل مركز التاريخ المروي لمؤسسة الإذاعة الرومانية حديثا مع القس تسيبوردي الذي روى للمحررين قصة إرساله إلى معسكر عمل سوفييتي :

" أخرجوني من الزنزانة بالقوة ودفعوا بي في سيارة سوداء ونقلوني إلى سجن سوفييتي في بخارست . مثلت أمام مفوض شرطة سوفييتي أزبكي الأصل ، قال لي بأني مواطن سوفيتي من منطقة باسارابيا فلا بد لي أن أشهد خطيا بأني أحمل الجنسية السوفييتية . فقلت له أني لجأت إلى رومانيا بعيد دخول القوات السوفييتية إلى باسارابيا وأن القانون السوفيتي يجرد اللاجئين من الجنسية السوفييتية . حينئذ شتمني وطلب من معاونيه أن يزجوا بي في زنزانة تحت الأرض . بقيت فيها أربعة أيام ثم أخرجوني ونقلوني إلى مدينة كونستانتزا. "

حكم على القس تسيبوردي Tsepordei بالسجن مع العمل الشاق لمدة خمس وعشرين سنة وفي الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1949 أرسل مع غيرهم من المعتقلين من منطقة باساريابيا إلى معسكر اعتقال في مدينة دنيبروبيتروفسك dnepropetrovsk بالاتحاد السوفييتي. حيث خضعوا لفحص طبي دقيق . أشار القس تسيبوردي إلى ظروف الاعتقال القاسية قائلا:

" أخذني جنديان ورميا بي في زنزانة فيها حوالي مائتا سجين . بينهم لصوص وآخرون خشنون حاولوا فرض سيطرتهم على الآخرين من خلال ممارسة التخويف والرهبة . وبينهم أيضا أناس كانوا قد ارتكبوا مخالفات أو جنحا ولكنهم شتموا ستالين فاستبدلت تهمهم الأولى بتهم جنائية . كان أولئك كلهم يهاجمونا باستمرار ويستهزئون منا ويعملون أي شيء يتبادر إلى أذهانكم وكأنهم أسياد .كانوا يسرقون ثياب وطعام المعتقلين الآخرين علما أن المواطنين السوفييت كان يجوز لهم استلام طرود الطعام والملابس من عوائلهم فكان أولئك اللصوص يسرقون منهم الطعام أو يطالبونهم بتسليم نصف محتويات الطرود لهم وإلا استولوا عليها بالقوة . "

تعرف القس تسيبوردي في المعسكر على طبيبة سوفيتية اسمها زايتسيفا Zaitseva ويقول إنها أنقذت حياته .. :

" بعد انتهاء الفحص الطبي الذي خضعنا له فور وصولنا إلى المعسكر جاءت الطبيبة إليّ وأخذتني إلى عيادتها وقالت لي بأني أعاني من حالة ضعف بدني شديدة وإن حياتي معرضة للخطر . وأعربت عن رغبتها في مداواتي وإنقاذي من الموت وطلبت مني بألا أتحدث مع أحد عن هذا الموضوع . وقالت لي أيضا إنها ابنة قس وعملت في جبهة القتال في ألمانيا وعاشت في رومانيا أربع سنوات بعد الحرب ولكن السلطات علمت إنها ابنة قس وأرسلوها الى الاتحاد السوفييتي وهكذا أصبحت طبيبة في ذلك المعسكر . "


في شهر مارس آذار عام 1950 نُقل القس تسيبوردي Tsepordeiإلى معسكر آخر في مدينة سفيردلوفسك Sverdlovsk . كان محاط بسياج من الأسلاك الشائكة ويحرسه جنود مسلحون . وكان المعتقلون يعيشون في نوع من الأكواخ نوافذها وأبوابها مصنوعة من قضبان حديدية وينامون في أسرة مصففة الواحد فوق الآخر. كان السجناء يعملون في تصنيع الخشب. في عام 1953 نقل الى معسكر آخر في قرية Vorkuta قرب حوض مناجم الفحم . ضيفنا من جديد :

"كانت أكواخ السجناء تدفئ بالفحم وكان الشتاء قاس جدا والصقيع شديدا قارصا والرياح عاتية ، فنزلت درجات الحرارة إلى ما دون الخمسين تحت صفر . وفي كل صباح كنا ننطلق من المعسكر إلى منجم الفحم وكانت الريح شديدة إلى درجة أننا لم نكن نستطع لا الوقوف ولا السير فإن سقط أحدنا في الثلج استحال عليه الوقوف تغطيه الثلوج كليا ولا يمكن العثورعلى جثته إلا في الربيع التالي . فكنا نمشي مصطفين الواحد بعد الآخر ونحن ممسكين بحبل طويل مربوط بآخر من الحديد كي لا نسقط ونموت مدفونين أحياء تحت أكوام الثلج . "

كان المعسكر التابع لمنجم الفحم في قرية Vorkuta ، المكان الذي اندلعت فيه أول انتفاضة لمعتقلي معسكرعمل سوفييتي عام 1953 . ضمت لجنة الإضراب عدة معتقلين وبينهم أوكراني وليثواني وبولندي وشيشاني و روماني من أصل ألماني . ويتذكرالقس تسيبوردي تلك الأحداث قائلا :

" كانت الأوضاع مأسوية جدا في منجم الفحم رقم 29 . وبعد إعلان الإضراب جاء وزير الداخلية والمدعي العام لاتحاد السوفييتي وطلبا من المضربين استئناف العمل . ولكنهم رفضوا . وحينها أمر المدعي العام الجنود أن يحيطوا بالمعسكر وحاول إجراء مفاوضات مع المضربين ولكنهم لم يقبلوا بأي شيء وطلبوا البقاء في المعسكر أحرار وليس كمعتقلين. فأخرج المدعي العام من جيبه مسدسا وأطلق النار على أحد المعتقلين وهو أوكراني . عندها أهتاج المعتقلون وبدأو يصرخون ، فأطلق الجنود النار عليهم وقتلوا 280 منهم . "

كانت الانتفاضة رغم قمعها إشارة إلى أن الإرهاب الذي كانت السلطات السوفييتية تمارسه على معتقلي معسكرات الأشغال الشاقة لا يمكن أن يستمر طويلا . ففي عام 1956 أطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين وفي نفس العام عاد القس تسيبوردي إلى رومانيا .. وكان ذلك العام بداية النهاية بالنسبة لمعسكرات الاعتقال من نوع الكولاك السوفيتي والتي يعتبرها المؤرخون إحدى أكثر الصفحات إثارة للرعب في تاريخ الشيوعية .
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ