صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
عام 1917
(2007-10-03)
آخر تحديث 2007-10-03 18:21 EET
انتهت أغلب الثورات التي شهدها تاريخ البشرية في مختلف حقبه إلى استتباب الفوضى في البلاد التي اندلعت فيها . فباستثناء أحداث عام 1989 الذي أرتَدَتْ فيها الثورات أشكال العمليات المدنية ضد الأنظمة الاستبدادية الشيوعية كانت نتائج سائر العمليات من هذا النوع مخيبة للآمال رغم خطابات الناشطين والمتفرغين السياسيين الذين كانو يمجدون إنجازات الثورة ويهتفون بالشعارات الملتهبة.
1ففي عام 1917 كانت روسيا برميل بارود . جيشها يقاتل في جبهات الحرب العالمية الأولى وكانت رومانيا حليفتها تقف ضد القوى المركزية . وتواجد في رومانيا آنذاك مليون جندي روسي مجحفل في ثلاثة جيوش شكلت مع الجيش الثاني الروماني جبهة القتال الرومانية بقيادة العاهل الروماني الملك فيرديناند الأول ومعاونيه من رئاسة أركان الجيش القيصري الروسي. وفي شهر فبراير شباط عام 1917 شب لهيب انتفاضة شعبية أسماها المؤرخون السوفييت بالثورة البرجوازية الديموقراطية عمت أثناءها مظاهرات احتجاجية وأعمال شغب. في نهاية الأمر تنازل القصير نيقولاي الثاني عن العرش وسرعان ما تفككت تراكيب المجتمع الروسي والجيش . ولكن جرثومة الثورة انتشرت بسرعة من الجماعات الثورية الصغيرة إلى الجماهير الشعبية وشملت الجيش أيضا . فقد شكل الجنود في كل أرجاء البلاد لجانا سوفيتية حلت محل السلطات العسكرية و المدنية .
في ظروف كهذه ، وجدت الدولة الرومانية نفسها مهددة بخطرانتشار جرثومة الثورة البلشيفية بين مواطنيها وجيشها وما ترتب على ذلك من تأثير سلبي على استقرار البلاد . لمعرفة المزيد عن ثورة عام 1917 في روسيا وآثارها على الجيش الروماني تحدثنا مع الباحث بيتري أوتو من معهد الدراسات السياسية حول الدفاع والتاريخ العسكري في بوخارست الذي تطرق في بداية الحديث إلى خيبة الأمل التي أصابت معاصري تلك الأحداث والذين سرعان ما تحولت آمالهم بالخير إلى شعور بالشؤم :
خابت أمال الناس بسرعة بسبب الأحداث التي وقعت بين صفوف الجيش الروسي
المتواجد في رومانيا نتيجة للأفكار والمناهج والقرارات المطبقة من قبل السلطات الجديدة والتي أدت إلى زعزعة الانضباط العسكري ، ومن تلك القرارات المرسوم رقم واحد الصادر عن المجلس السوفيتي لمندوبي العمال والجنود في مدينة بيتروكراد Petrograd والذي أصبح ساري المفعول في جميع أرجاء روسيا بل أخذت القوات الروسية المتواجدة في الخارج بتطبيقه . أجاز ذلك المرسوم بانتخاب اللجان السوفييتية القيادية للجيش من الجنود العاديين ، فأصبح الجنود العاديين وأصحاب الرتب الصغيرة يتولون مسؤولية القيادة بدلا من الضباط الكبار. وأدى ذلك إلى تفشي الفوضى وزعزعة الانضباط لدى الجنود الروس بحيث أصبح حتى تحية الجنود للرتب الأعلى منهم والضباط الكباراختياريا . فانخفض حماس الجنود في جبهات القتال لأنهم كانو أكثر انشغالا بما يجري في روسيا عنما يدور في جبهة القتال .
زرع ما طرأ على الجيش الروسي المتواجد في رومانيا من تحولات ، الخوف والقلق في صدور السلطات الرومانية التي خشيت انتشار الأفكارالثورية بين القوات الرومانية وتأثيرها على الجنود ، فسعت إلى التصدي لها. ضيفنا المؤرخ بيتري أوتو من جديد:
قررالملك فيرديناند وبمبادرة من بعض الساسة الرومانيين الإعلان عن تطبيق إصلاحات في الزراعة والنظام الانتخابي ووعد الفلاحين بحق ملكيتهم على الأرض وحق الاقتراع . كان ذلك الإجراء جيدا جدا بل أدى إلى تخفيف التوتر الذي كان قد أصاب الجيش الروماني في تلك الأوقات . وأضفى الملك مزيدا من الوزن على ذلك القرار من خلال تعديل الدستور و طرح مبادراته لموافقة البرلمان في شهر يونيو حزيران عام 1917 . وهكذا تمكن الجيش الروماني من الحفاظ على قدرته القتالية وولائه للدولة فظل الجنود يقاتلون بحماس وبسالة رغم التحولات الثورية التي أصابت الإمبراطورية القيصرية الروسية وجيشها. بل ساهمت الإجراءات التي اتخذها القادة العسكريون الرومانيون والتي تمثلت في حظرالاتصالات بين الجنود الرومانيين والروس وإيقاف الدعاية الثورية الروسية في جبهات القتال - ساهمت في ترسيخ الاستقرار بين صفوف الجيش الروماني . ولا بد من الذكر ، مساهمة العاهلة الرومانية الملكة ماريا التي يعتبرها المؤرخون الشُعلة الحي للمقاومة الرومانية في الحرب
العالمية الأولى ، فعاشت بين الجنود في جبهات القتال والمستشفيات الميدانية وكانت دائما
بجوارهم لتشجيعهم و التخفيف عن معاناتهم . أما زوجها الملك فيرديناند فكانت علاقاته مع الجنود جيدة جدا ، فكان يعاملهم بتواضع ، وقد ساهم هذا التصرف الأنساني من العائلة المالكة إلى حد بعيد في بقاء الأمور في مجراها الطبيعي .
كانت أحداث شهر فبراير شباط عام 1917 مقدمة الكارثة التي أوقعتها الثورة البولشيفية المندلعة في الخريف التالي . فقد سعى الزعيم البولشيفي لينين وأعضاء حكومته إلى إخراج روسيا مما أسماه بالحرب الإمبريالية . ضيفنا بيتري أوتو ، له المزيد :
كانت لثورة أكتوبر البلشيفية أثار وخيمة على رومانيا فقد أعلنت السلطات البلشيفية الجديدة إنسحاب روسيا من الحرب وشرعت في مفاوضات مع القوىالمركزية لعقد اتفاق سلام . فوجد الجيش الروماني نفسه في موقع حرج وصعب جدا ما بين القوى المركزية وبين القوات الروسية البولشيفية التي حاولت التدخل في شؤون المملكة الرومانية . فأقدم الجنود الروس المتواجدون في رومانيا على ارتكاب تجاوزات شتى من أعمال نهب وسلب وتدمير واغتصاب . ولغرض التصدي لها ، اتصلت السلطات الرومانية بقادة القوات الروسية ومجالس السوفييت التي تشكلت في الوحدات العسكرية واتفقوا معهم على انسحاب القوات الروسية من منطقة مولدوفا . ولكن الروس لم يلتزموا بالاتفاق إلا جزئيا مما حدا بالسلطات الرومانية على التدخل عسكريا للقضاء على التواجد العسكري الروسي .
كانت الثورة البولشيفية السبب الرئيسي وراء خروج رومانيا من الحرب و تأزم العلاقات بينها وبينها السلطات السوفييتية الجديدة . المؤرخ بيتري أوتو : شريط :
في الثالث عشر من فبراير \ شباط 1918 أعلنت روسيا السوفيتية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع رومانيا . أما حالة الحرب بين البلدين فكان سببها دخول الجيش الروماني الأراضي الواقعة بين نهري بروت ودنستر بطلب من السلطات المشروعة في جمهورية مولدوفا الحالية ، إلا أن السلطات السوفييتية اعتبرت ذلك عملا عدائيا وأقدمت على فرض حجز على الخزانة الرومانية التي كانت قد أرسلت إلى روسيا عام 1916 في مطلع الحرب لوضعها في مأوى عن القوات الألمانية. ولم تستأنف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلا في عام 1934
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ