صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
إزاحة اللثام عن البؤس الذي اجتاح المجتمع الروماني في سنوات الحكم الشيوعي
(2007-07-16)
آخر تحديث 2007-07-16 16:56 EET
تأسست الشرطة السياسية عام 1948 وفقا للنموذج السوفييتي وكان القمع والقهر يمثلان مهمته الرئيسية . رغم أن كوادرها السابقة من وكلاء أمن وشيوعيين يحاولون الآن إضفاء صفات العمل الاستخباري والمخابارتي البحت على نشاط الشرطة السياسية الشيوعية إلا أن الوقائع تبرهن أن أهم الصلاحيات المعهودة إلى السيكوريتاتيه ، وشأنها في ذلك شأن سائر التراكيب المماثلة في البلدان الاشتراكية والشيوعية الأخرى تمثلت في إبقاء الشعب تحت السيطرة بأي ثمن كان .

لم يُكشف النقاب عن أرشيف الشرطة السياسية السابقة سوى حديثا . ونجد بين صفحاتها أدلة مؤلمة حول مدى تأثير هذا الجهاز الرهيب على حياة العديد من الناس الذين أصبحوا شأوا أم أبوا مخبرين له وتعاونوا مع عملائه . كان بينهم أناس قبلوا التعاون مع السيكوريتاتيه من تلقاء أنفسهم بقصد المنفعة والفائدة ، وآخذين الوشاية وسيلة للارتقاء المهني وساحقين جثث ضحايا وشايتهم النكراء بأقدامهم بحثا عن المكافآت .
ولكن الرأي العام تأثر بشدة عندما علم عن تعاون بعض الشخصيات المعروفة لحسن أخلاقهم مع جهاز الأمن السابق . من الحالات الأكثر إثارة للجدل قصة الصحفي نيكولاي كونستانتين مونتيانو أحد أشهر محرري القسم الروماني في إذاعة أوربا الحرة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي . يَظهر من إفادته ، أنه تعاون مع الشرطة السياسية السابقة ولكن وضعه الحقيقي أكثر تعقيدا مما يمكننا توقعه ، إذ يدل على مدى إساءة جهاز الأمن السابق بالذين أخفق في تجنيدهم إلى صفوفهم .


أصبح نيكولاي كونستانتين مونتيانو فريسة السيكوريتاتيه في مطلع السبعينات من القرن الماضي إثر وشاية زوج أمه بأنه ينوي مغادرة رومانيا ليعيش في بلد غربي . في عام 1977 انضم مونتيانو إلى حركة المحتجين التي تشكلت حول الكاتب باول كوما وأرسل رسائل تنتقد زعيم الحزب الشيوعي نيكولاي جاوشيسكو .
أستدعي للاستجواب مرات عديدة ، وفي عام 1977 سمح له بالسفر إلى ألمانيا . في كتابه المعنون " السنوات السبع الأخيرة في رومانيا .. صحفي في أرشيف السيكوريتاتيه" نشر مونتيانو ملفه الذي كان في حوزة الشرطة وأجاب على الأسئلة التي طرحت إليه في مقابلة صحفية حول هذا الموضوع . لمناسبة عرض الكتاب لأول مرة أشار الجامعي دان فوينا الذي ترأس الفريق المكلف بالتحقيق في قضايا ثورة عام 1989 ومسيرات عمال المناجم إلى بخارست - أشار إلى الظروف التي سمحت لجاوشيسكو بممارسة حكمه التسلطي فقال:
  • توصف الدولة الشيوعية ، بالمجرمة في جميع الدراسات والبحوث التي أجراها علماء الاجتماع والسياسة والفلسفة . فقد استفاد نيكولاي جاوشيسكو من تراكيب جهاز الشرطة السياسية بل حولها إلى أداة تهديد وقتل وتعذيب تضمن له الاستمرارية .

  • واعتمدت تراكيب الدولة في عملها إلى القوانين التي تم سنها في تلك الفترة . وبصفتي قانونيا يمكنني القول بأن تلك القوانين هي في الحقيقة التربة التي زرعت فيها بذور الشر وأن الذين وضعوا أسس الدولة المجرمة هم في الحقيقة قانونيون . فاستقى جاوشيسكو قوته من تلك القوانين بالذات لأنها سمحت له بممارسة السلطة كما يشاء مع تجاهل حقوق المواطنين الذين كانوا قد تحولوا بموجبها الى مجرد خدم .
    يرى المدعي جان فوينيا أن تعطش مونتيانو للحرية هو الذي وضعه في مرمى بصر جهاز الأمن السابق ويقول أن الوثائق الموجودة في أرشيف السيكوريتاتيه تبرز حماس بعض المخبرين وتوضح كيفية إجهازهم وبالضربة القاضية على المعارضين :
  • اعتقد أن الحرية تشبه الإيمان و الدين من نواح عدة . والحقيقة أن الشيوعية متناقضة جوهريا للحرية لأنها تتجسد في أرض الواقع في نظام مغلق لا يقبل بالحرية أيا كان نوعها. بل أن النوع الوحيد الذي تبيحه الشيوعية هو الحرية للإضرار بالغير.

  • تبرز الوثائق التي اطلعتُ عليها إلى أية درجة اجتهد ضباط الأمن والمخبرون للإساءة بسمعة نيكولاي كونستانتين مونتيانو وهم يلفقون صورة زائفة عنه وعيوبا وهمية ادعوا أنها حقيقية ، ومِثْلُ هذا التصرف انبثق عن خبثهم المفرط . فلم يكن أولئك المخبرون سوى أدوات في أيدي الشرطة السياسية . ولكن أهم من المخبر بكثيرهو في رأينا المحرض وهو المتفرغ الحزبي المكلف بتنسيق عمل السيكاوريتاتيه والذي كان يعمل لتعزيزسلطة الدولة الشيوعية مهما كانت التضحيات المطلوبة ، والتي شملت حريات المواطنين وغيرها من الحقوق .

    ولكن عمل المتفرغ الحزبي كان يجري حسب القانون و بموجبه لذا فكان المحرض متيقنا بأنه يقوم بواجبه وأن لا أحد يستطيع أن يوجه إليه أصابع الاتهام . والتهمة الوحيدة التي يمكننا توجيهها إلى المتفرغين الحزبيين الآن هي التجاوز في العمل. ولكن يبدو أن هناك دائما حلولا، فبعد أسبوع واحد من ثورة عام 1989 صدرمرسوم خاص بالعفو عن جميع حالات التجاوز في العمل مما يبرهن على وجود أناس لهم مصلحة لتبرئة جميع التجاوزات المرتكبة إبان النظام الشيوعي .

    مديرة دائرة البحث في اللجنة الوطنية لبحث أرشيف الشرطة السياسية السابقة أشارت إلى كتاب نيقولا كونستانتين مونتيانو قائلة:
  • يضم كتاب مونتيانو وثائق لا توجد فيها أدلة واضحة حول تعاونه مع الشرطة السياسة السابقة ولكن الحقيقة أن تلك الوثائق من الغموض والالتباس بحيث سمحت للبعض الاعتماد عليها في اتهام الصحفي بأنه كان من المتعاونين مع السيكوريتاتيه .

  • وأود أن أقول بكل صراحة إن كل ما يضمه ملف الصحفي من وثائق يثبت وجود محاولات لتجنيده فقط . وهذا هو منهج العمل الذي طبقه جهاز الأمن السابق كلما أراد تجنيد شخص ما، فكان يفتح له ملف حتى إذا لم يوفق إلى تجنيده في نهاية الأمر.
    والعكس صحيح أيضا إذ أن هناك مخبرون حقيقيون لا يوجد لهم ملف في أرشيف السيكوريتاتيه مما يسمح لهم بتبرئة أنفسهم في حال ظهور شكوك بشأنهم . ولكن الفارق بين الحالتين كبير جدا فهناك من أساء للغيرعمدا رغم عدم وجود ملفات تخصهم في الأرشيف وهناك الضحايا الذين حاول الجهاز تجنيدهم فرفضوا ورغم ذلك توجد ملفات تخصهم في الأرشيف .
     
    Bookmark and Share
    WMA
    64kbps : 1 2 3
    128kbps : 1 2 3
    MP3
    64kbps : 1 2 3
    128kbps : 1 2 3
    AAC+
    48kbps : 1 2 3
    64kbps : 1 2 3
    استمع الآن
    مواقيت البث
    التوقيت (UTC)
    07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


    دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ