صوت رومانيا العالمي
2025-04-17



















Arhiva :
سياسات تشاوتشيسكو تجاه الإقليات العرقية
(2010-05-18)
آخر تحديث 2010-06-04 22:09 EET
أقامت الأنظمة الشيوعية وزنا لمفهوم القومية وتعاطت معه بعناية واهتمام حتى أطلقت عليه القضية القومية وسعت جاهدة لحلها مستندة إلى نظرية القومية العرقية وهي الرؤية التي اعتقدت بضرورة إخضاع الأقلية العرقية أيا كانت أصولها العرقية للأغلبية العرقية السائدة .. وبما أن مصطلح الأقلية العرقية لم يكن يتوافق مع هذه الرؤية فقد تم استبداله المنظرون الشيوعيون بالأقلية المتعايشة . أما على الصعيد العملي فتم إخضاع اللأقلية للأغلبية من خلال تطبيق خطة دقيقة لدمجها في المجتمع مع طمس ملامحها العرقية المميزة ..

وتم تطبيق مثل هذه الخطط في جميع البلدان الشيوعية بدرجة أو أخرى ففي بلغاريا ذهبت الأمور إلى حد إرغام أبناء الأقلية التركية و خاصة الشخصيات البارزة منهم على استبدال أسمائهم التركية بأخرى بلغارية .. ولم يبق الزعيم الشيوعي الروماني نيقولاي تشاوشيسكو بعيدا عن ذلك النهج بل عمل جاهدا على تضخيم الشعور القومي لدى الرومانيين وتصعيد مسألة الهوية العرقية من خلال ذات الأساليب القصوى والمفرطة التي كان يستخدمها عادة لحل أية قضايا أخرى .. وكان تشاوشيسكو يعلم جيدا أن أي حديث عن الأمة و الاعتزاز القومي في المناسبات العامة كان سيلقى صدى قويا و إيجابيا على الفور .. وفي تعامله مع القضية القومية صوب شاويشيسكو اهتمامه نحو الأمتين اللتين اختلفتا مع الرومانيين عبر التاريخ وهما الروس و المجر ..

كان يانوش فازيكاش عضوا في الهيئات القيادية العليا للحزب الشيوعي وكونه ممثلا للأقلية المجرية في رومانيا دفعه إلى العمل على تهدئة الميول الشوفينية الذي كانت وراء خطة نيكولاي شاوشيسكو لدمج الأقليات العرقية بشكل قسري .. في عام 1996 تحدث يانوش فازيكاش إلى محرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية وتطرق إلى سياسية شاوشيسكو في مجال القضية القومية وقال:
" بعد عودته من زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة طرح شاوشيسكو على قيادة الحزب لأول مرة مفهوم التجانس الاجتماعي و القومي للمجتمع والذي كان المقصود منه في الحقيقة دمج الأقليات القومية بشكل قسري و خلق شعب موحد أو أمة من طراز جديد إن شئتم .. فقال لي : يا يانوش هل تعلم أن الأمريكيين لا يتحدثون عن أقليات عرقية وأن كلهم أمريكيون .. أي أن الروماني الذي يعيش في أمريكيا هو أمريكي و المجري هو كذلك أمريكي .. وقلت له إنه يخلط الأمور و لا يميز بين القومية و الجنسية أو المواطنة . وفي مناسبة أخرى حضر شاوشيسكو حفلا رسميا لتسليم بعض الأوسمة و الميداليهات إلى مدرسين و معلمين و ألقى أمامهم كلمة وقال : إذ أتحدث عن الشعب الروماني أقصد بذلك الشعب الروماني الذي يتكون من الرومانيين و المجر و الألمان و جميع القاطنين في هذه الأراضي ..”
في سياق سياستهم القومية قرر الشيوعيون الرومانيون إغلاق الجامعة المجرية في مدينة كلوج من خلال توحيدها مع الجامعة الرومانية في المدينة وذلك في عام 1959 .. وكان لشاوشيسكو دور كبير في تلك العملية . و تذكر يانوش فازيكاش في حديثه كيف تلاعب شاتوشيسكو مع مؤتمر الطلبة في مدينة كلوج وكيف دبر كل شيء لتضليل زعيم الحزب الشيوعي آنذاك غيورغي غيورغيو ديج والحصول على موافقته على إغلاق الجامعة المجرية وقال :

" بنى تشاوشيسكو خطته على الحيلة و التضليل واستعان في تنفيذها بيون إلييسكو الذي كان رئيس منظمة الطلبة الدموقراطيين ..فنظم في مدينة كلوج مؤتمرا وطنيا للطلاب ورتب مجرياته بشكل دقيق وفرض على المشاركين أن يدعوا في كلماتهم إلى توحيد الجامعتين لتبدو علمية الدمج كما لو أنها جاءت تلبية لمطالب الطلاب . وبعد المؤتمر ذهب إلى أمين عام الحزب الشيوعي غيورغيو ديج وقال له إن الطلاب يريدون توحيد الجامعتين وأن الخيار الوحيد المتاح لهم هو التجاوب مع الطلاب وهكذا دخل أمين عام الحزب في اللعبة ووافق على إغلاق الجامعة المجرية دون أن يدرك أن شاوشيسكو كان يتلاعب مع الجميع ..للأسف كنت في المستشفى وقتئذ لكن بعد خروجي ذهبت إلى ديج و نبهته إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه لكنه لم يقل شيئا .. ثم كتبت له تقريرا و شرحت له التضليل الذي لجأ إليه شاشيسكو للإغلاق الجامعة المجرية"
في سبعينات القرن الماضي نظمت الدعاية الحزبية الشيوعية مهرجانا فنيا جماهيريا بهدف تمجيد إنجازات عهد شاوشيسكو - أو العصر الذهبي كما سمي آنذاك و إثناء زعيم الحزب و الدولة على قيادته الحكيمة ..وأراد مسؤولو الدعاية أن يطلقوا عليه مهرجان داتشيادا على اسم مملكة شعب الداك السكان الأصليين لاراضي رومانيا الحالية في العصر القديم و التي استوطنها الرومان القدامى .. واعترض يانوش فازيكاش على هذا الاسم بشدة .. لنستمع إليه مرة أخرى:

"أرادوا تنظيم هذا المهرجان على نطاق واسع واختاروا له اسم داتشيادا لكني قلت لهم إن أبناء الأقلية المجرية لن يشاركوا فيه لأن أصولهم مختلفة لا تمد بصلة إلى شعب الداك ولا إلى الرومان القدامى .. والألمان أيضا أصولهم مختلفة وكذلك الروس و اليهود و غيرهم إذن فينبغي عليهم تنظيم أكثر من مهرجان .. أثار ذلك نقاشا حادا حول القضايا التاريخية لكني قلت لهم مرة أخرى إن أصولي غير لاتينية وغير داكية ..و إننا كلنا مواطنون رومانيون ولكن لبعضنا أصول مختلفة . ولإنهاء الجدل اقترحت عليهم اسم أنشودة رومانيا فوافقوا .. وهكذا سمي المهرجان في نهاية الأمر"
كان مهرجان أنشودة رومانيا أكبر التظاهرات الفنية و الثقافية آنذاك وكانت فعالياته تنظم في جميع المحافظات .لكن جهاز الدعاية الحزبية لم يتخل عن فكرة داتشيادا كليا بل أطلق هذا الاسم على تظاهرة جماهيرية أخرى هي مسابقة رياضية وطنية كبرى انطلقت في أواخر السبعينات و استمرت حتى عام1989 ..
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ