صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الجنزال آفيريسكو
(2010-05-11)
آخر تحديث 2010-05-17 17:18 EET
على خلفية فواجع و التي كان تأثيرها لا يزال قائما في المجتمعات الأوربية في نهاية العقد الثاني للقرن العشرين شهد عام 1918 نشأة الحركات السياسية الراديكالية التي اتخذت من الوسائل القصوى سبيلا لتحقيق أهدافها .. وفي ذلك الوقت مرت رومانيا هي الأخرى بتحولات كبرى تجلت على صعيد الحياة السياسية في ظهور التيار الشعبوي . وقد أعلن رواده انحداره من عقيدة المحافظين غير أنهم جاءوا بأسلوب مغاير في طرح القضايا و معالجتها بهدف إقناع الرأي العام بأنه أمام تيار متجدد أصيل ..وفي حقيقة الأمر استعارت الشعبوية الكثير من أفكار الفاشية لكنها اختلفت عنها في معالجتها مع للمسائل المطروحة و سبل تسويتها .اعتمد روادها أسلوب الخطب الملتهبة و إثارة حماسة الجماهير وسعوا إلى لظهور بمظهر المخلصين الذين لطالما انتظرت الأمة قدومهم . ولم يكتب للشعبوية الاستمرار في الساحة السياسية الرومانية إلا لعشر سنوات تقريبا حيث تفككت ثم اختفت نهائيا في أواخر العشرينات مفسحة المجال للتوجهات الفاشية .. وكانت رابطة الشعب أبرز المنظمات الشعبوية في رومانيا وكان الجنرال أليكساندرو قائد الجيش الروماني السابق و بطل الحرب العالمية الأولى ومؤسس أول حزب شعبوي في تاريخ البلاد
برز الجنرال أفيريسكو في الساحة السياسية بعد استقالته من الجيش عام 1918 و تأسيسه رابطة الشعب وهدفها المعلن محاربة الأحزاب التقليدية و إصلاح الحياة السياسية و الاقتصادية تحت شعارها : العمل و النزاهة و الشرعية .. كان لتأسيس هذه الرابطة وقع قوي على المجتمع الذي رأى فيها القوة السياسية التي تقف في مقدمة النضال من أجل حياة أفضل .. ولقي شعار الرابطة الترحيب والتأييد بين عامة الناس لأنه كان يمجد العمل والنزاهة والشرف معربا أيضا عن كرهه لقطاع الأعمال وممثليه الذين كانت الرابطة تحملهم المسؤولية عن الأوضاع المزرية للبلاد مستغلة كره الناس لرجال الأعمال و أثرياء الحرب . ومن جهة أخرى وعد أفريرسكو للفلاحين بأن كل أسرة ستتسلم قطعة أرض بمساحة خمسة هكتارات .. عن شعبية الجنرال أفيريسكو حدثنا المؤرخ يون سكورتو الذي قال :
" كان الناس على أشد يقين بأن الجنرال أفيريسكو وحده يستطيع أن يعمل على إعمار البلاد و معاقبة المسؤولين عن أوضاعهم المأساوية وعلى بناء حياة أفضل لهم .. سرعان ما تحول إعجابهم بالجنرال أفيريسكو إلى عبادة لشخصيته .وهنا أود أن أذكر مدونات رجل السياسة كونستانتين أرجيتويانو الذي خصص أحد فصولها لزيارات الجنرال أفيريسكو الانتخابية في عام 1919 إلى بعض المناطق الريفية جنوب رومانيا .. ووصف كيف خرج لاستقباله أهالي كل قرية مر عليها وفي مقدمتهم القس والمدرس وكيف ركع الناس لدى ظهوره على مشارف القرية وكيف نظروا إليه كما لو أنه المسيح الذي جاء لمعاقبة الظالمين . و في تأليف هذه الصورة المشرقة لنفسه استفاد الجنرال من حملة الترويج له التي أطلقتها رابطة الشعب ذاتها لنشر وتوزيع الصحف و المنشورات التي تتحدث عنه فضلا عن صور االجنرل التي غذت الهواس الذي كان يحيط بشخصيته الجنرال في المجتمع الروماني آنذاك"
لم يضع الجنرال أية عقيدة سياسية لرابطته مدعيا أنها ليست حزبا سياسيا لكنه غير اسمها من رابطة الشعب إلى حزب الشعب و رحب في صفوفه بكل من أرادوا الانضمام إلى عضويته على اختلال توجهاتهم السياسية غير أن معظم أعضائه كان من المحافظين السابقين .ولكن بعد فوزه في الانتخابات و تشكيله الحكومة خيب أفيريسكو آمال الذين ساندوه و منحو له أصواتهم لأن تأدية حكومته لم ترق إلى مستوى توقعتاهم .. لنستمع إلى المؤرخ يون سكورتو مرى أخرى :
" يمكنني القول إن حكومة أفيريسكو التي تشكلت في شهر مارس آذار عام 1920 و حكمت البلاد حتى ديسمبر كانون الأول عام 1921 كانت حكومة ناجحة لأنها سنت و طبقت قوانين الإصلاح ومن بينها الإصلاح الزراعي و الذي كان الأوسع نطاقا في أوربا بعد الحرب العالمية الأولى فضلا عن الإصلاح النقدي و تبني العملة الموحدة بدل العملات المتعددة التي كانت تتداول فيها قبل إقامة الدولة الرومانية الموحدة عام 1918 ..كما وقعت حكومة أفيريسكو على معاهدة تريانون التي أقرت اتحاد منطقة ترانسيلفانيا مع الوطن الأم .. لكن من جهة أخرى كان هناك اختلاف كبير بين برنامج حكومة أفيريسكو و توقعات الناخبين التي تعلقت أهمها بأوضاعهم الاجتماعية ولاسيما بأمنياتهم الكبرى بتسلم رقع الأرض الموعودة .. فلم تتحقق أية من المعجزات التي كان الناس ينتظرونها من الجنرال أفيريسكو بفارغ الصبر .. لأن الحكومة لم تستطع منح خمسة هكتارات لكل عائلة وإنما هكتارين و نصف الهكتار فقط .و ثم لم يكن في مقدورها عمل أي شيء ضد رجال الأعمال المشبوهين ولم تعاقب أيا منهم .. وقد شعر الناس بخيبة أمل شديدة .. لأنهم كانوا يجهلون أن الجنرال أصبح رئيسا للوزراء بعد اتفاق سري مع زعيم حزب الأحرار يون براتيانو تعهد بموجبه بالتخلي عن خطته لمعاقبة المسؤولين عن أوضاع البلاد بعد الحرب ..وتحولت خيبة أملهم إلى كراهية وعندما خرجت حكومة آفيريسكو من الساحة السياسية في عام 1921 كان الجنرال قد أصبح موضع الازدراء و الاحتقار .. فلم يتأسف أحد لهزيمته السياسية و لم يهرع أحد إلى دعم حكومته .. كان الناس يشعرون بأن الرجل الذي أحبوه و أيدوه قد خدعهم و خانهم"
بعد خروج الجنرال أفيريسكو من المسرح السياسي فقد حزب الشعب ثقله ثم اختفى نهائيا من الحياة العامة . وتوفي الجنرال في بوخارست عام 1938 عن عمر ناهز التاسعة و السبعين
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ