صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
ماكس غولدشتاين
(2010-02-19)
آخر تحديث 2010-02-22 17:00 EET
بخلاف الاغتيال السياسي الذي عرفه التاريخ منذ القدم و الذي يستهدف شخصية معينة أو جماعة محددة من المنافسين أو الخصوم فإن الإرهاب يضرب بلا تمييز باسم العقيدة التي يتبعها ليقتل بطريقة عشوائية المذنبين المزعومين ومعهم الأبرياء الموجودين في مكان الحادث وقت وقوعه .. لذلك يعتبر الإرهاب واحدا من أكثر أشكال النضال جبنا ..يعود تاريخ الإرهاب العالمي إلى النصف الثاني للقرن التاسع عشر غير أن أولى حوادث إبادة الأبرياء في تاريخ البشرية ظهرت إبان الثورة الفرنسية أي في القرن الثامن عشر . وكانت الفوضوية إحدى الصيغ الأولية للإرهاب منذ نشأته وحتى الثورة البلشفية عام1917 .ومع تولي السوفييت السلطة في روسيا كتبت منظمة الشيوعية الدولية الكومنترن صفحات عديدة في تاريخ الإرهاب العالمي .وبعد عام 1945 تولت راية الإرهاب بعض المنظمات اليسارية المتطرفة وذلك بعض الجماعات الإسلامية ..
المناضل الشيوعي ماكس غولدشتاين كانا واحدا من مؤيدي التيار الفوضوي واعتماد الإرهاب وسيلة للنضال السياسي في رومانيا في الفترة ما بين الحربين العالميتين . كان واحدا من الرومانيين من أصول يهودية الذين انضموا إلى الحركة الشيوعية منذ شبابهم و لم يخفوا تأييدهم لتطبيق المناهج الفوضوية بما فيها الاغتيال في النضال السياسي .. لقب ماكس غولدشتاين بالرجل ذي العصا الحديدية في إشارة إلى فقدانه إحدى ذراعيه أثناء اختباره لمواد متفجرة .. عن الأفكار التي كان غولشتاين يناضل من أجلها باعتبار أنها تشكل الأرضية النظرية المناسبة لإقامة مجتمع جديد في رومانيا حدثنا المؤخرا يوان سكورتو الذي قال :

" لم يكن الاغتيال في نظرته مجرد عملية سياسية بل كان قبل ذلك مفهوما نظريا .. في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين روج الروسي ميخايل باكونين لأول مرة للنهج الفوضوي الذي كان يعتبره وسيلة لتصفية رموز الطبقة القيادية بهدف نشر الفوضى في صفوفها و إضعافها تمهيدا لتولي الطبقة العمالية مقاليد السلطة وبناء المجتمع الجديد القادر على ضمان حياة أفضل للشعب . لم تلق الأفكار الفوضوية أي ترحيب في رومانيا رغم أنها طرحت للنقاش في مختلف الأوساط .. لكن أحدا لم يقتنع بإمكانية القضاء على نظام سياسي برمته من خلال اغتيال بعض رموزه"

دخل ماكس غولدشتاين الحياة السياسة في عام 1920 بعد محاولة فاشلة لاغتيال وزير الخارجية كونستانتين أرجيتويانو .ولم يطل الوقت حتى نفذ هجوما ارهابيا بقنبلة في مقر مجلس الشيوخ بمساعدة اثنين من رفاقه هما ساول أوسياس و ليون ليختبلاو . وأسفر الحادث هذه المرة عن مقتل وزير العدل ديميتري غريتشانو و اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ وإصابة رئيس مجلس الشيوخ بجروح . ما الذي دفع ماكس غولدشتاين إلى شن الهجوم على مقر مجلس الشيوخ ؟ لنستمع إلى المؤرخ يوان سكورتو من جديد :
"كان متيقنا من أن اغتيال بعض الشخصيات سيؤدي حتما إلى تطبيق الأماني الاشتراكية على ارض الواقع . بين عامي 1919 و1920 دبر عددا من الهجمات ضد الملك فيريدناند عاهل رومانيا وقتئذ رغم مساهمته في إقامة الدولة الرومانية الموحدة وبعد فشلها صوب أنظاره إلى مجلس الشيوخ لاحتضانه عددا من الشخصيات الكبيرة للحياة العامة التي كانت تشغل مقاعد في الهيئة التشريعية لتقلدها وظائف رفيعة في الدولة وكان بينها رؤساء جامعات و رؤساء كنائس وحتى نواب و شيوخ سابقون "

صدم المجتمع باغتيال أعضاء مجلس الشيوخ واستنفرت السلطات كافة إمكانياتها المادية و البشرية لإلقاء القبض على ماكس غولدشتاين ما حدث فعلا في عام 1921 . ومن جهة أخرى استغل اليمين المتطرف عملية الاغتيال تلك كحجة لنشر نظرية الأصول اليهودية للبلشفية التي كانت تنسب العقيدة الشيوعية إلى اليهود .
وقد قدم غولدشتاين إلى المحكمة ضمن مجموعة من المتهمين في قضايا أخرى ومن بينهم الزعماء الحزب الاجتماعي الديمقراطي المتهمون بتنظيم الإضراب العام عن العمل عام 1920 و قادة الحزب الاشتراكي الذين وجهت إليهم تهمة السعي إلى الانضمام إلى المنظمة الشيوعية الدولية الكومينترن . المؤرخ يوان سكورتو مرة اخرى :
"أثناء المحاكمة طلب الزعماء الاجتماعيون الديمقراطيون وكذلك الشيوعيون فصل قضيتيهم عن قضية غولشتاين حيث أرادوا بذلك التعبير عن رفضهم القاطع لفكرة الاغتيال السياسي فوافقت المحكمة على طلبهم . وفي نهاية المحاكمة أصدرت بحق غولدشتاين حكما بالسجن المؤبد فنقل إلى السجن حيث مات مضربا عن الطعام"

توفي ماكس غولدشتاين عن عمر ناهز السادسة والعشرين متوهما بأنه ناضل بشجاعة ضد المجتمع الرأسمالي..
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ