Radio Romania International

Arhiva :

يون راتسيو
(2010-02-01)
آخر تحديث 2010-02-09 14:32 EET Print
ولكن حفنة من الرجال الذين كانوا قد مارسوا العمل السياسي قبل تولي الشيوعيين تقاليد السلطة في البلاد أخذوا على عاتقهم مهمة إرشاد الرومانيين الراغبين في نيل حريتهم من جديد، و كان بينهم العاهل الروماني السابق ميهاي الأول و ناشطو الأحزاب السياسية ما بين الحربين العالميتين الذي أصبحوا بالنسبة للضمير الجماعي مرجعيات للحياة الديمقراطية الجديدة . كان يون راتسيو واحدا من الرومانيين الذين عادوا إلى الوطن من منفاهم بعد الثورة عام 1989 بقليل رغبة منهم في الإسهام في بناء صرح الديمقراطية الجديد في بلايدهم الأصلية . وكان راتسيو قد عاش بريطانيا مدة خمسين عاما منذ عام 1940 وحتى عودته عام 1990 . ومنذ ذلك الحين وحتى وفاته عام 2000 كان يون راتسيو شخصية متميزة في الحياة السياسة . ترشح لأولى الانتخابات العامة الحرة التي نظمتها السلطات الجديدة في مايو أيار عام 1990 عن الحزب الوطني الفلاحي المسيحي الديمقراطي وحصل كمرشح لمنصب رئيس الجمهورية على خمسة في المائة من الأصوات ..وارتبط بمشاريع عديدة أصبح العديد منها أمرا واقعا كصحيفة كوتيديانول التي قام بتأسيسها و التي كانت في تسعينات القرن الماضي واحدة من أنجح المطبوعات اليومية . ولد يون راتسيو في السادس من يونيو عام 1917 في مدينة توردا في منطقة ترانسيلفانيا قبل عام واحد من اتحاد جميع المناطق الرومانية وإقامة الدولة الوطنية الموحدة .. تخرج من كلية الحقوق في جامعة كلوج عام 1938 وبعد عامين من ذلك انضم إلى عضوية الحزب الوطني الفلاحي .. في عام 1940 احتضن العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية وسافر إلى بريطانيا للعمل مع البعثة الدبلوماسية الرومانية هناك .. بعد تولي المارشال أنتونيسكو و اليمين المتطرف زمام السلطة في رومانيا استقال يون راتيو من منصبه في البعثة الدبلوماسية الرومانية و طلب اللجوء السياسي في بريطانيا .. في سنوات الحرب العالمية الثانية كان نشيطا في العمل السياسي حيث وقف دائما إلى جانب الحكومة البريطانية و اعترض على تحالف رومانيا مع ألمانيا النازية .. لكنه عمل أيضا في هيئة الإذاعة البريطانية كمعاون . وفي حديثه إلى محرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية عام 1999 تذكر يون راتسيو تلك المرحلة من حياته قائلا: " قمت ببث أول فقرة فور صدور وثيقة الإملاء في فيينا عام 1940 التي قضت بتسليم أجزاء من شمال منطقة ترانسيلفانيا لهنغاريا .. خاصة وأنا كنت وثيق الارتباط تاريخيا و عاطفيا بمنطقة ترانسيلفانيا كوني واحدا من أبنائها والحقيقة أني كنت في حالة من الانفعال الشديد وأنا أتحدث عن تلك الأحداث .ثم قمت ببث بعض الفقرات بين الفينة و الأخرى، كنت قد تلقيت منحة دراسية في كيمبريج و كنت أنقل فقراتي إلى البي بي سي مباشرة ثم كنت أعود إلى كيمبريج في نفس اليوم .وكان الأجر الذي تقاضيته مقابل عملي جيدا جدا على ما أتذكر بحدود الجنيه الواحد عن كل دقيقة بث .. على ألا تزيد مدة الفقرات عن تسع دقائق يوميا .. كنت أعد ست فقرات يومية وكانت فقرة السادسة والنصف مساء هي الأهم أتحدث فيها عن الأحداث التي كانت تخصنا نحن .. ثم بعد ما أنهيت الدراسة احتضنت العمل الصحفي حيث عرض علي منصب المساعد لمعد البرنامج" أخذ يون راتسيو مهامه في الصحافة على محمل الجد أما بصفته مناضلا في خدمة الديمقراطية فكافح بكل الوسائل النظام الشيوعي الذي تم تنصيبه في رومانيا بعد نهاية الحرب . وكان أول من اطلع العالم على بناء القناة التي تربط الدانوب بالبحر الأسود التي أصبحت بمثابة القبر الجماعي للنخبة السياسية و الثقافية الرومانية في الفترة ما بين الحربين العالميتين . و قام أيضا بتأسيس الاتحاد العالمي للرومانيين الأحرار و صحيفة الروماني الحر .. في تسعينات القرن الماضي تحدث يون راتسيو عن فعاليات و أنشطة المنظمة التي أسسها و ترأسها فحصل مركز التاريخ المروي للإذاعة على هذا التسجيل الذي قال فيه : " لقد تسنحت لنا الفرصة للقيام بنشاطنا المنشود فور تأسيس الاتحاد العالمي للرومانيين الأحرار وذلك بمناسبة زيارة الوزير غورغي أوبريا لألمانيا لتوقيع اتفاقية تجارية . فتدخلنا فورا لدى المستشار الألماني و الوزير المختص وحتى لدى الرئيس ونبهننا بأن المواد الغذائية و الخيرات الاستهلاكية التي تنوي رومانيا تصديرها إلى ألمانيا يخضع تسويقها للحصر في رومانيا و أن الرومانيين نادر ما يجدونها في الأسواق وبكميات محدودة جدا . أما عندما قدم شاوشيسكو نفسه إلى بون فنظمنا مظاهرة احتجاج. وبمناسبة افتتاح القناة الدانوب البحر الأسود في السبعينات فضحنا أمر السلطات الشيوعية والهدف الحقيقي التي كانت تتبعه من إنجاز هذا المشروع العملاق في الخمسينات أصلا .. وأثناء مشاركة الرياضيين الرومانيين في الألعاب الأولمبية التي جرت في لوس انجلس أثنينا على تأديتهم الرائعة و أعربنا عن تقديرنا للجهود الكبيرة التي كانوا يبذلونها لتحقيق مثل هذه النتائج رغم الأوضاع الصعبة التي كانوا يعيشون فيه" توفي يون راتسيو في بوخارست في الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني عام 2000 عن عمر ناهز الثالثة و الثمانين وكان نموذجا للسلوك الرشيد و الصواب في الحياة السياسية و العامة بعد عام 1989