صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الحضارة التي تركت كنزا من التحف في منطقة بوزاو الرومانية
(2009-12-20)
آخر تحديث 2010-01-15 17:27 EET
مستمعينا الكرام كانت منطقة بوزاو الواقعة عند تقاطع السلسلتين الشرقية و الجنوبية لجبال الكاربات في المنقطة المعروفة باسم منعطف الكاربات ساحة التلاقي و التفاعل بين الحضارات .وقد اكتشفت الحفريات هناك دلائل كثيرة على مرور مختلف الشعوب القديمة عبر أراضي منطقة بوزاو الحالية .. وواحد من أهم تلك الدلائل مجموعة التحف التي تم الكشف عنها في قرية بيترواسيلي والمعروفة بتسمية الدجاجة الذهبية و فراخها .. تم اكتشاف هذه التحف من قبيل الصدفة في عام 1837 من قبل اثنين من سكان قرية بيترواسايلي بينما كانا يجمعان الحصى من أحد التلال قرب القرية .. يقول الخبراء إن هذه المجموعة كانت مكونة أصلا من اثنتين و عشرين قطعة ولكنه لم يكن بإمكانهم نبش سوى اثنتي عشرة قطعة منها وخمسة منق
قطع مصنوعة من الذهب وهذه القطع هي صينية كبيرة قطرها ستة وخمسون سنتمترا يزيد وزنها عن سبعة كيلوغرامات و كوب ارتفاعه سبعة و ثلاثون سنتمترا و صينية أخرى قطرها ستة و عشرون سنتمترا عليها بتمثال امرأة جالسة على عرش مزين بأوراق العنب بالإضافة إلى عقدين من الذهب أيضا .. أما سائر التحف وعددها سبعة هي حلي و أكواب مزينة بأحجار نفيسة .. ضيفنا هذا الأسبوع هو رادو هارهويو الباحث في معهد التاريخ في بوخارست الذي سألناه عن الحضارة التي تركت هذه التحف على أرض رومانيا الحالية فقال :
"إنها من المسائل التي لم تجد لها البحوث والدراسات التي أجريت حتى الآن إجابة واضحة ولم يصل الباحثون إلى استنتاج موحد حيث يرى البعض أن مجموعة التحف المعروفة باسم الدجاجة الذهبية وفراخها تعود إلى القرن الرابع الميلادي و يرجعها إلى شعب الغوط الذين استوطنوا آنذاك المنطقة الواقعة جنوبا عن هر الدانوب .. في حين أن البعض الآخر وأنا واحد منهم يرى أن هذه التحف صنعت في القرن الخامس من قبل شعب الهون ..”
أحد الأسئلة الذي شغل بال الباحثين هو من أين جاء الذهب الذي استخدمه الحرفيون لصنع هذه التحف علما أن المنطقة التي تم اكتشافها فيها لا توجد فيها موارد من هذا المعدن .. ضيفنا من جديد :
"الحقيقة أن مسألة أصل الذهب الذي صنعت منه هذه التحف معقدة جدا لأن التحليلات التي خضعت لها قطع المجموعة لم تحدد بوضوح مصدر الذهب لكن المجموعة تضم بعض القطع التي ثبت أن أصلها في الإمبراطورية الرومانية مثل الصينيتين و بعض الحلي التي يبدو أنها صنعت من قبل سائغين كانوا يسكنون شمالا عن نهر الدانوب لذلك لا يمكن معرفة مصدر الذهب إلا إذا شملت هذه التحاليل مناطق عديدة أخرى من المناطق التي كان القدامى يستخرجون منها الذهب ..”
يرى الباحث رادو هارهويو أن مجموعة التحف تعرف الباحثين بأشياء عديدة عن الشعوب التي تفاعلت في المنطقة في القرون الميلادية الأولى :
" ربما كان لهذه التحف أكثر من مالك .. وفي رأي المختصين فإنها كانت ملك قبيلة أو عشيرة ..لا سيما أن إحدى العقد تحمل عبارة توضح أن مالكيها كانوا من الغوط لذلك ربط الباحثون بين هذه المجموعة و بين فرعين من فروع شعب الغوط ووجدوا فيها معلومات قيمة عن واحدة من أكثر الحقب اضطرابا في تاريخ الإمبراطورية الرومانية ألا وهي حقبة غزوات الشعوب المهاجرة وبعضها كانت قادمة من سهول آسيا .. و الدليل على تواجد تلك الشعوب لفترات متفاوتة من الزمن في أوربا الآثار التي تم اكتشافها أثناء الحفريات ومن بينها الدجاجة الذهبية مع فراخها التي تعتبر أكثر الاكتشافات الأثرية قيمة في أوربا .. “
تكمن وقيمة هذه التحف فبما تكشفه من معلومات عن العصر الذي تعود إليه .لنستمع إلى ضيفنا رادو هارهويو مرة أخرى :
" واحدة من أكثر القطع جمالا هي بلا شك الصينية المزينة بتمثال إحدى الإلهات و التي يقول بعض الباحثين إنها صنعت في آسيا الصغرى بينما يرى البعض الآخر أنها سوغت في مصر .. أما الفترة التاريخية التي تعود إليها هذه التحفة فهي أواخر إمبراطورية روما أو أوائل إمبراطورية بيزنطة والمنطقة التي صنعت فيها هي شمال نهر الدانوب.”
من أكثر التحف أهمية للمؤرخين أذكر بعض قطع الحلي التي تقلد النماذج المنتشرة بين أفراد نخبة المجتمع الروماني القديم أو حتى بين أفراد الأسرة الإمبراطورية ..وهذا يدل على أحد الاتجاهات المنتشرة آنذاك بين الشعوب المهاجرة أو البربرية كما سميت والمتمثل في تقليد الملابس و الحلي التي كان يرتديها شخصيات الطبقة الراقية في القسطنطينية رغم أنها صنعت خارج الإمبراطورية الرومانية في مكان ما شمالا عن نهر الدانوب .. لذا فيعتبرها المؤرخون أدلة تاريخية في منتهى الأهمية لأنها تحمل معلومات قيمة.. فهي تتحدث من جهة عن أصحاب تلك التحف و الموضة التي كانت منتشرة بينهم ومن جهة أخرى تعرفنا بالعلاقات التي كانت قائمة بين الإمبراطورية البيزنطية و بين الشعوب البربرية ملقية الضوء على أبعادها السياسية السلمية .. لقد اعتاد المؤرخون على النظر إلى عصر الشعوب المهاجرة على أنه دوامة من الغزوات البربرية و المدمرة في حين أن هذه التحف تسلط الضوء على بعد آخر للعلاقات بين الإمبراطورية الرومانية و هذه الشعوب .. ولكن هذا لا يعني أن عصر الهجرات كان عهدا من السلام و الرخاء ..”
كان مصير مجموعة التحف التي اكتشفت في قرية بيتراوسيلي مضطربا فقد تعرضت للسلب و النهب و الإتلاف وفي عام 1917 إبان الحرب العالمية الأولى أرسلت إلى روسيا لكي لا يستحوذ عليها الألمان ثم أعيدت إلى رومانيا عام 1956 . وقد اكتسبت هذه المجموعة شهرة عالمية أثناء عرضها في المعرض العالمي في باريس عام 1867
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ