صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الحرب البلقانية الثانية
(2009-10-05)
آخر تحديث 2009-10-20 11:08 EET
أطلقت على جنوب دوبورجيا تسمية الرباعي الأضلاع في إشارة إلى نظام المحصنات التي طوق بها العثمانيون أربعا من مدن المنطقة وهي سيليسترا و روسي و شومين و فارنا و هذه المنطقة تقع اليوم في شمال بلغاريا ..و حين استلمت رومانيا الرباعي الأضلاع و مساحته ثلاثة آلاف و مائتان و عشرون كيلومترا مربعا كان عدد سكانها يقدر بمائتين و ثمانين ألف نسمة وأغلبيتهم من البلغار حيث بلغت نسبتهم سبعة وأربعين في المائة يليهم الأتراك وهم ثمانية وثلاثون بالمائة في حين أن الرومانيين لم يمثلوا أكثر من نقطتين مئويتين من إجمالي عدد السكان حيث كانوا أقل عددا حتى من التتر و الغجر الذين كان كل منهما يشكل أربعة في المائة من سكان المنطقة . ظل الرباعي الأضلاع ضمن الأراضي الروماني مدة سبعة و عشرين عاما أي من عام 1913 وحتى السابع من سبتمبر أيلول عام 1940 عندما اضطرت رومانيا بتسليمه لبلغاريا رضوخا لضغوط ألمانيا و إيطاليا . في سنوات الإدارة الرومانية شهد الرباعي الأضلاع تحولات كبرى حيث أخذت رومانيا على عاتقها مهمة منح سكانه الجنسية الرومانية وهو المر الذي لم يكن بالسهل . إذ أن السلطات واجهت مقاومة شديدة منهم و بالأخص من البلغار .. و للتصدي للمقاومة وضعت السلطات الرومانية خطة لتوطين مواطنين رومانيين و آرومانيين من سكان مقدونيا في المنطقة وهو ما نجحت في تحقيقه إلى حد ما وفقا لللإحصائيات الرسمية التي تبين أن عدد الرومانيين في الرباعي الأضلاع كان قد وصل في عام 1940 إلى ما يشكل ستة و عشرين في المائة من سكان المنطقة مع تراجع نسبة البلغار إلى سبعة و ثلاثين في المائة .. ومن جهة أخرى اضطرت السلطات الرومانية للتصدي لهجمات عصابات الثوار البلغار المدعومين من السكان المحليين على رجال الدرك و المتتوطنين و التي كانت تزعزع استقرار المنطقة و تزرع في نفوس الناس الشعور بعدم الآمان .. شهد الرباعي الإضلاع التطور الحقيقي ابتداء من عام 1919 نتيجة للإصلاحات الزراعية و مشاريع مد الطرق التي أنجزتها االحكومة الرومانية لتفعيل الأنشطة الاقتصادية .. وقد أحرزت الزراعة التي كانت النشاط الرئيسي في المنطقة بعض النتائج الجيدة بفضل الدعم الممنوح لها من الحكومة .. ومن جهة أخرى شهدت المنطقة و هي مطلة على البحر انتعاشا ملحوظا للسياحة إذ قام الرومانيون من النخبة السياسية والاقتصادية باستثمارات ناجحة في مجالها العقاري تجسدت في تحويل بعض بلداتها الصغيرة إلى مصايف خلابة .. إلا أن التطور الاقتصادي للرباعي الأضلاع لم يكن مقرونا بتنقية مناخه السياسي ذلك أن أعدادا كبيرا من المستوطنين انضموا إلى الحزب الفاشي الكل للوطن أو إلى الحركة اليمينية المتطرفة المعروفة باسم الحرس الحديدي التي كانت تجند عناصرها من بين المستوطنين الآرومانيين المقدونين مستغلة تأثرهم الشديد بما عاشه أبناء هذا العرق من تجارب مريرة إبان الحروب و النزاعات العديدة و المتكررة التي عصفت بمنطقة البلقان عب الزمن. ولكن ازدياد شعبية اليمين لم يؤدي إلى فقدان الحزبين الرئيسيين الوطني الليبرالي و الوطني الفلاحي حظوتهما لدى الناخبين بشكل نهائي . لمعرفة الأسباب التي كانت وراء انضواء بعض الرومانيين تحت لواء المنظمات اليمينية المترفة أجرى مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية في عام 2000 مقابلة مع كونستانتين تيجا العضو السابق في منظمة الحرس الحديدي الذي كان يرى في تلك المنظمة الضامن الوحيد لتحقيق العدالة الاجتماعية و حماية مصالح العمال و الفلاحين وقال :
" كنا قد ضربنا أطنابنا في قرية فراشاري – أهم معاقل اليمين المتطرف في منطقتنا .. فإذا سألتموني ماذا حدا بأولئك الشباب الرومانيين والآرومانيين المقدونيين إلى الانضمام إلى حركة الحرس الحديدي سأقول لكم إن الحزبين الليبرالي لم يفيا ولو بوعد واحد من الوعود المعلنة في خطاباتهما السياسية بشأن تحقيق العدالة الاجتماعية ووسأقول لكم أيضا إن الحزب الوحيد الذي حقق تلك العدالة هو حزب الكل من أجل الوطن فلم يجد الشباب أي خيار آخر أمامهم غير الانضمام إلى هذا الحزب .. وبعد أن طردنا الأتراك واليونانيون من الرباعي الأضلاع وعدنا إلى الوطن ترى من هم الذين وجدناهم في بيوت أجدادنا ؟ ومن هم الذين كانوا يملكون و يديرون اقتصاد رومانيا .. الأجانب .. اليهود و اليونانيون و الأرمن .. وماذا كان علينا أن نفعل .. هل كان من المعقول أن نبقى مكتوفي الأيدي و نكتفي بمشاهدة ما يجري دون أن نتخذ أي موقف .. أ لم يكن من واجبنا أن ننضم إلى حزب سياسي ؟ وأي حزب كان يوافق رغباتنا .. لقد طلبنا تحقيق العدالة الاجتماعية وهو ما أثار حفيظة مالكي الأراضي الكبار و زعماء الحزبين الليبرالي و الفلاحي ..ومن ثم قرروا اضطهاد الحرس الحديدي "
في ثلاثينات القرن الماضي اضطربت الأجواء السياسية في أوربا بصورة عامة وفي الأربعينات انهار النظام الأمني الأوربي الذي أنشأته معاهدة فيرساي بعد الحرب العالمية الأولى .على تلك الحلفية المعقدة فقدت رومانيا منطقتي باسارالبيا و شمال بوكوفينا و كذلك شمال منطقة ترانسيلفانيا. كما اضطرت بتسليم الرباعي الأضلاع لبلغاريا .. كيف عاش المستوطنون الرومانيون تلك الأحداث ؟ نيقولاي نقويلاي تذكرها في حديث لمركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية عام 1995 و وصف الحزن العميق الذي اعترى سكان المنطقة قائلا :
" كان عام 1940 عام المهنة و خيبة الآمال بالنسبة للرومانيين في مدينة سيليتسرا التي ولدت فيها وعشت فيها حتى ترحيلنا منها وكان عمري آنذاك 16 عاما ..لم نكن على علم بالضغوط التي كانت الحكومة الرومانية بزعامة المارشيال أنتونيسكو تتعرض لها في تلك الأيام ولكن الرومانيين في الرباعي الأضلاع شعروا كما لو أن السلطات الرومانية تخلت عنهم وتركتهم بلا حماية ..لقد غادر أغلبهم المنطقة حتى مطلع شهر أكتوبر تشرين الأول من نفس العام وهو التاريخ الذي أكمل في الجيش الملكي البلغاري احتلال الرباعي الأضلاع . مع أن البلغار كانوا قد شرعوا في بالتوافد إلى المنطقة قبل استكمال الاحتلال .. وكان الشعور السائد بيننا ا أن الحكومة الرومانية نبذتنا و أن السلطات البلغارية تهاجمنا"
حاول بعض المستوطنين الرومانيين الصمود و البقاء في الرباعي الأضلاع ..ولكن في غياب أي دعم من السلطات الرومانية اضطروا هم الآخرون للرحيل .. وفي شهر ديسمبر كانون الأول من عام 1949 غادر المنطقة آخر مجموعة من المستوطنين الرومانيين
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ