صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
معاهدة ريبنتروب- مولوتوف
(2009-09-30)
آخر تحديث 2009-10-05 17:31 EET
في الخامس و العشرين من نوفمبر تشرين الأول عام 1936 تحالفت ألمانيا النازية و الإمبراطورية اليابانية بهدف مكافحة منظمة الشيوعية الدولية اللكومنترن كما نص عليه اتفاق ثنائي انضمت إليه لاحقا إيطاليا الفاشية أيضا . ففي السابع و العشرين من سبتمبر أيلول عام 1940 وقعت الدول الثلاث في برلين ما يعرف في التاريخ بالمعاهدة الثلاثية أو محور برلين روما طوكيو .
لكن التحالفات التي عقدتها ألمانيا لم تكن محصورة على الدول الصديقة . ففي الثالث والعشرين من آب أغسطس .وقعت عقدت معاهدة عدم الاعتداء مع الاتحاد السوفييتي ، عدوها اللدود . وتم التوقيع على المعاهدة في الثالث و العشرين من آب أغسطس في برلين بحضور الزعيم السوفييتي ستالين وسرعان ما سميت بمعاهدة ريبنتروب مولوتوف على اسمي وزيري الخارجية الألماني و السوفييتي .. وهي الوثيقة التي أصبحت لاحقا واحدا من المراجع الرئيسية في عمليات الاحتلال في التاريخ . وإذا كان عدم الاعتداء هو الهدف المعلن لهذه المعاهدة إلا أن هدفها الحقيقي و الخفي كان إنعاش الإمبراطوريتين الألمانية و الروسية القيصرية السابقتين اللتين تفككتا بعد الحرب العالمية الأولى إضافة إلى تحديد دوائر نفوذ كل من الطرفين في أوربا الشرقية . ففي عام 1918انهار ما سمي بالرايخ الثاني الألماني الذي كان قد أسسه الزعيم السياسي و القائد العسكري أطو فن بسمارك في القرن التاسع عشر . أما روسيا القيصرية فسقطت نتيجة لاضطرابات عامي 1917 و1918. وبما أن تحديد دوائر النفوذ لم يكن ضمن الأهداف المعلنة للمعاهدة فإنه شكل موضوع وثيقة ملحقة سرية ظل التحاد السوفييتي ينفي وجودها إلى الثمانينات من القرن الماضي حينما وصل ميخائيل غرباتشوف إلى سدة السلطة وهو في الحقيقة أول من قام بإزاحة اللثام عنها على ضوء سياسة الانفتاح والشفافية التي بادر بانتهاجها ..
بموجب الاتفاق السري المحلق بالمعاهدة تقاسم الاتحاد السوفييتي و أراضي بولندا مع ألمانيا النازية كما ضم السوفييت بلدان البلطيق و جزئا من فنلندا بالإضافة إلى منطقة باسارابيا الرومانية - أي جمهورية مولدوفا حاليا الممتدة بين نهري بروت ونيسترو .. لم تكن تلك أول مرة في التاريخ فقدت فيها رومانيا تلك الأراضي .. ففي عام 1812 وبعد انتهاء الحرب الروسية التركية ضمتها الإمبراطورية القيصرية التي سعت منذ بداية الحرب إلى بسط نفوذها على الأمارات الرومانية كلها ولكنها اضطرت للاكتفاء باسارابيا فقط . وفي عام 1918 انتزعت المنطقة من رومانيا مرة أخرى تطبيقا لمبدأ الحكم الذاتي للقوميات الذي انتهجه لينين و الذي كان يذهب أحيانا إلى المطالبة بالانفصال الإقليمي و إقامة دول مستقلة على أرض المنطقة المنفصلة ..
وبعد توحيد جميع الأراضي الرومانية مع الوطن الأم عام 1918 لم يعترف السوفييت باتحاد منطقة باسارابيا مع الوطن الأم - المملكة الرومانية وظلوا يطالبون باستعادتها رغم أن منطقة باسارابيا لم تكن أرضا روسية ..فقد تسنى لهم احتلالها مجددا مع توقيع معاهدة ريبنتروب مولوتوف عام 1940 .وبعد أقل من عام واحد على توقيع الوثيقة سلمت الحكومة السوفييتية للحكومة الرومانية مذكرة إنذار تطالبها بإجلاء مواطنيها من باسارابيا و شمال بوكوفينا في غضون ثلاثة أيام و تسليم كلتي المنطقتين للسوفييت بدون سؤال. ويمكننا القول إن هتلر و ستالين هما من أسس جمهورية مولدوفا الحالية
بين عامي 1941 و1944 استعادت رومانيا منطقة باسارابيا ولكن في عام 1947 أرغمت على تسليمها للسوفييت من جديد بموجب اتفاقية السلام التي وقعت في نهاية الحرب العالمية الثانية .. كيف يعالج المؤرخون في جمهورية مولدوفا اليوم الأحداث التي وقعت قبل سبعين عاما .. طرحنا هذا السؤال على اثنين منهم وهما إ يغر شاروف و يون إيريميا .. فقال شاروف :
"إني بصدد وضع بحث مقارن حول معاهدة ريبنتروب مولوتوف انطلاقا من منظور مؤلفي الكتب المدرسية في الجمهوريات السوفييتية السابقة كما أني عاكف على وضع بحث مقارن آخر حول عمليات الترحيل التي استهدفت سكان المنطقة ..إنه من الأهمية بمكان أن تطور لدى الجيل الجديد روح الانتقاد دون أن ننسى تربية روح التسامح وأن نحدثه حول اللحظات الحرجة من قبيل معاهدة ريبنتروب مولوتوف التي كانت عواقبها مأوسية ليست لباساربيا فحسب وإنما لبلدان البلطيق أيضا وأن ندعوه إلى التأمل و التمعن فيها .. كما علينا أن نتحدث عن المعاهدة في كتبنا المدرسية ..إنه مسعى عام لأنه لا بد من تذكير الرأي العام بتلك الأحداث المأسوية و الحيلولة دون تجددها"
أما المؤرخ يون إيريميا فتحدث عن ضرورة إعادة قراءة الوثائق للكشف عن الأحداث التاريخية التي قام المؤرخون السوفييت بتفسيرها على النحو الذي كان يوافق مصالح التحاد السوفييتي وإن كان مخالفا للحقيقة التاريخية :
"أود الإشارة أولا إلى وثيقة تشريعية صدرت عام 1950 وهي قانون الجنسية الخاص بمواطني جمهورية مولدوفا السوفييتية الذين منحوا الجنسية السوفييتية في عام 1941 .. فهذه الوثيقة تشير إلى جمهورية مولدوفا كجزء من الإمبراطورية القيصرية السابقة في حين أن المذكرة التي سلمتها الحكومة السوفييتية لرومانيا في شهر آب أغسطس 1940 تقول إن جمهورية مولدوفا كانت جزئا من روسيا البلشفية أيضا .. والحقيقة أن مزاعم السوفييت بأن منطقة باسارابيا خضعت للسلطة البلشفية بين نهاية عام 1917 و مطلع عام 1918 لا أساس من الصحة لها وهو ما يفسر عدم ورود أية إشارة إلى تلك الحالة المزعومة في قانون الجنسية الخاص بمواطني جمهورية مولدوفا والذي كان يمنح الجنسية السوفييتية لجميع رعايا الإمبراطورية القيصرية السابقة . لا بد من إعادة قراءة العديد من الوثائق العائدة إلى العهد السوفييتي لتصحيح الأخطاء الناجمة من مزاعم المؤرخين السوفييت بأن باسارابيا خضعت للسلطة البلشفية و ويجب أن تعود إلى الوطن الأم السوفييتي"
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ