Radio Romania International

Arhiva :

العلاقات الإقتصادية بين رومانيا و إسرائيل
(2009-06-30)
آخر تحديث 2009-07-01 21:54 EET Print
لعبت الدبلوماسية دورا هاما في إطار المساعي الرامية إلى إيجاد شركاء اقتصاديين و إقامة علاقات اقتصادية مستديمة معهم .. وتبين أن الأسواق الوحيدة التي استطاعت رومانيا الدخول إليها كانت أسواق الشرق الأوسط و بلدان العالم الثالث .. وكانت رومانيا تنتهج في تجارتها الخارجية نظام المقايضة و الذي كانت من خلاله تتجنب إنفاق العملة الصعبة . أما الأموال الناتجة من صادراتها فلم تعد للمواطنين العاديين بأية فائدة بسبب طريقة استخدامها غير الفعالة .. الحقيقة أنه تم إهدار الكثير من الأموال الناتجة من تصدير المنتجات الرومانية في الخارج بسبب تخصيصها لتطوير الصناعة المحلية ذات الإنتاجية الضعيفة . ويقول المختصون إن الأزمة التي عانت منها رومانيا في الثمانينات من القرن الماضي لم تكن لتؤثر على المواطنين بالقدر الذي أثرت به عليهم لو كانت السلطات الشيوعية قد صرفت تلك الأموال بمزيد من الرشد و الدقة . كانت إسرائيل إحدى الدول التي تعاونت معها رومانيا على الصعيد الاقتصادي وكان هذا التعاون مثمرا رغم انضمام كل بلد منهما إلى تحالفات عسكرية و نظم سياسية متناحرة و متنافسة .. وكان لرومانيا حضور نشيط في الشرق الأوسط آنذاك رغم طابعه المتأرجح وخضوع سياستها الخارجية للنفوذ السوفييتي .. المؤرخة كريستينا باوشان توافينا بمزيد حول التبادل التجاري بين رومانيا و إسرائيل: " نشأت العلاقات الاقتصادية بين البلدين فور إقامة العلاقات الدبلوماسية واعتمدت على نظام المقايضة حيث كانت إسرائيل تصدر إلى رومانيا المضادات الحيوية و ألياف النايلون وغيرها من السلع التي لم تكن رومانيا تنتجها مثل الحمضيات التي كانت تستورد من إسرائيل بكميات كبيرة. وبالمقابل كانت رومانيا تصدر إلى إسرائيل الزجاج و الأسمنت و مواد البناء .. وفي السبعينات من القرن الماضي بلغ حجم التبادل التجاري ملايين الدولارات إلا أن التعاون الاقتصادي بين الجانبية لم يخل من المشاكل . فإن الواجبات التعاقدية التي كانت المنشآت الرومانية تتعهد بها تجاوزت في أحيان كثيرة إمكانياتها الإنتاجية الحقيقية و كانت بالتالي تتأخر في إرسال منتجاتها إلى إسرائيل .. وكانت إسرائيل من جانبها تشتكي من ذلك التأخر . وقد تم أيضا تأسيس شركات مختلطة رومانية إسرائيلية .. لكن تلك العلاقة التجارية كانت غريبة نوع ما، إذ كانت تضع وجها لوجه المنشات الرومانية الاشتراكية وهي ملك الدولة و المنشات الإسرائيلية الخاصة اللتين كانت تربطهما علاقة بين القطاع العام و القطاع الخاص " .. في الخمسينات من القرن الماضي أي في السنوات التالية لتأسيس دولة إسرائيل كان ربع أو خمس من سكانها من يهود رومانيا .. المؤرخة كريستينا باوشان : "سال حبر كثير على موضوع الدعم المالي الذي قيل إن إسرائيل قدمته لرومانيا بهدف تكثيف هجرة اليهود إلى إسرائيل ونسب البعض تطور التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى رغبة إسرائيل في دعم الهجرة .. الحقيقة أن إسرائيل منحت لرومانيا قروضا بفوائد تفضيلية أي ضئيلة جدا ولكن لا توجد هناك وثائق تبرهن على وجود مثل هذا الاتفاق الثنائي بين البلدين . في إطار نفس التعاون الاقتصادي أود أن أشير إلى اللوبي الذي مارسته إسرائيل من خلال ممثليها لدى الولايات المتحدة لإقناعها بمنح رومانيا معاملة الدولة الأكثر رعاية ولكن لا يمكننا القول إن رومانيا حصلت على تلك المعاملة التفضيلية مقابل تسليمها مزيد من اليهود لإسرائيل .." كان للعلاقات الاقتصادية بين البلدين بعد عسكري يصعب على البعض فهمه .. خاصة وأن كل واحد من البلدين كان منضما إلى تحالف عسكري آخر.. المؤرخة كريستينا باوشان: " في الخمسينات من القرن الماضي كان الاتحاد السوفييتي يقوم بتزويد إسرائيل بالسلاح بواسطة تشيكوسلوفاكيا وكانت رومانيا إحدى الجهات الموردة لقطع الغيار للسلاح الإسرائيلي ..ولكن بعد توتر العلاقات بين الاتحاد السوفييتي و إسرائيل و قيام السوفييت برسم إستراتيجياتهم الهادفة إلى تطوير العلاقات مع البلدان العربية أصبح سلاح إسرائيل كله يأتي من الولايات المتحدة و البلدان الغربية فقط . . في حقيقة الأمر ترددت أقوال كثيرة عن السلاح الروماني الذي ذهب إلى البلدان العربية و ليس إلا إسرائيل مع أن الوثائق التي يمكن أن تثبت صحة تلك الأقوال قليلة جدا .."