صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
حركة المقاومة المناهضة للشيوعية في بلدان أوربا الوسطى والشرقية
(2009-06-22)
آخر تحديث 2009-06-30 11:48 EET
تشير الوثائق الموجودة في حوزة المؤرخين إلى أن البلدان الغربية لم تنتهج سياسات متناسقة لإعاقة اتساع الاتحاد السوفييت في أوروبا وظلت في حالة ترقب تنتظر تطور الأحداث .. لكنها استخدمت حركات المقاومة لردع السوفييت من تقويض عملية نشر الديموقراطية في أوربا بعد الحرب .. وأحد البراهين على ذلك مجموعات المظليين الذين تلقوا التدريب في فرسا ثم أرسلوا إلى بلدانهم الأصلية بدعم من الأمريكيين لتنفيذ مختلف المهام و بعضها غامض من حيث المضمون و الأهداف .. قيل إن المظليين هم فاشيون أرسلوا إلى بلدانهم الأصلية للعمل ضد الحكومات الوالية للسوفييت واتهمت الحكومات الأمريكية فيما بعد بالاستعانة إلى الفاشيين في نضالها ضد الاتحاد السوفييتي . ولكن الحقيقة أن المظليين لم يكونوا يختارون من بين عناصر الحركات اليمينية الفاشية فقط . فقد شارك في تلك المهام مجموعة من المظليين الرومانيين بقيادة النقيب سابين ماري و ضابط الصف غافريلا بوب و مساعد قائد الطائرة إليا رادا وهم من ضباط الجيش الملكي الروماني السابق .. وكانوا قد قاتلوا في جبهات الحرب و لجئوا إلى فرنسا بعد تنصيب الحكومة الموالية للسوفييت في رومانيا . وكانت أمنيتهم الكبرى خدمة الوطن فرأوا في التعاون مع الغربيين لإخراج رومانيا من دائرة النفوذ السوفييتي سبيلا لتحقيقها .. في شهر يوليو تموز عام 1953 كلفت مجموعة المظليين الرومانيين بقيادة النقيب سابين ماري بالعودة إلى رومانيا نزولا بالمظلات لتدريب بعض من عناصر المقاومة على استخدام البرق و المواصلات الإذاعية ولجمع معلومات و نقلها إلى جهات غربية .. كما طلب منهم الاتصال بالمقاومة الناهضة للشيوعية في جبال فاكاراش وسط رومانيا .. وكان ضابط الاتصال عن الأمريكيين نياكو جوفارا الذي تحدث في عام 1999 إلى محرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية مشيرا إلى قصور عملية إعداد مهمة المظليين الرومانيين :
" كانت إمكانياتهم ضعيفة جدا وكان على كل واحد منهم أن يتدبر أموره كما يستطيع وهذا ما أدركته أثناء المهمة .. وقد نجا مساعد قائد الطائرة إليا رادا من أيدي الشرطة بصورة عجيبة حيث فر واختبأ في الغابة .. وثم وصل إلى يوغسلافيا حيث بقي عدة أشهر إلى أن يتمكن الأمريكيون من إخراجه . وحاولت المخابرات اليوغسلافية انتزاع أكثر ما يمكن من معلومات منه و لم تسمح له بالخروج ولكنها أطلقت سراحه في نهاية الأمر . وحينئذ سافر إليا إلى باريس وقد أدرك الفرنسيون و الأمريكيون أنه لا يمكنهم تكليفه بأية مهمة أخرى إلا أنهم حاولوا بدورهم الحصول على معلومات منه فأرسلوني إلى قرية قرب باريس حيث أمضيت معه عدة أسابيع وحاولت إقامة علاقة صداقة معه و طلبت منه أن يروي لي تجربته مع المقاومة وكنا نتناول الطعام معا وفي النهاية قلت لممثلي القوات المتحالفة إني على أتم اليقين بأنه يقول الحقيقة ..
في عام 1999 أجرى مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية مقابلة مع أليا رادو نفسه فشرح أسباب فشل المهمة في الثالث عشر من أغسطس آب عام 1953 بعد شهر واحد فقد من نزولهم في رومانيا بالمظلات:
" في صبيحة ذلك اليوم ذهب غافريلا بوب ليجلب لنا بعض المواد و المؤن من قرية صغيرة قرب مدينة بايا ماري .. فانصرف ولكنه لم يعد ولم نره منذ ذلك اليوم أبدا . وفي الليل حضر رجال الشرطة وطرقوا على باب منزلنا حيث كنت بصدد استلام برقية عبر الراديو .. و معنا طالب كنا قد جندناه قبل قليل فأرسلناه ليفتح الباب .. وفي أثناء ذلك هربنا أنا و النقيب سابين ماري ولكني تعثرت عند عبورنا السياج النباتي وقعت فسبقني ماري ومنذ ذلك الحين لم أره مرة أخرى ..
نجا سابين ماري من محاولة رجال الشرطة لإلقاء القبض عليه وتوجده إلى يوغسلافيا لكن خط الحدود كان متعرجا و ملتويا و فخدعه وحمله إلى رومانيا .. ولما أدرك أنه لا يزال في رومانيا حاول العبور إلى يوغسلافيا عدة مرات حتى وفق .. ولم يقتنع بأنه في يوغسلافيا إلا بعد ما رأى على الأرض علبة سجائر فارغة عليها نص باللغة الصربية .. لنستمع إلى إليا رادا من جديد :
" كانت لنا عدة نقاط التقاء لكني لم أذهب إلى نقطة الالتقاء الأولى لأنها كانت على مقربة من منزلنا ولأن الشرطة كانت تلاحقني بالسيارة وخشيت أن تلقي القبض علي .. وتوجهت إلى نقطة أخرى بعيدة ومنها إلى الحدود مع يوغسلافيا مشيا على الأقدام . ولم يكن لي إلا أن أعبر الحدود . وكان اليوغسلاف يقولون لي دائما بأنهم ألقوا القبض علي ولكن الحقيقة أني استسلمت لهم وفقا للتعليمات التي كنت تلقيتها من الأمريكان . وفي يوغسلافيا سجنوني و قبعت في السجن ستة أشهر تقريبا ثم أوصلوني إلى الحدود مع إيطاليا وأطلقوا سراحي .. وفي مدينة ترياستي وجدت بعض الأصدقاء الأمريكيين ثم جاء أحد من فرنسا و قادني إلى رومانيا من جديد .. "
نعود إلى ليلة الفرار و النقيب سابين ماري قائد الجماعة الذي كان قد سبق إليا في الطريق عبر الغابة فوصل إلى نقطة الالتقاء قبله و لم يجد فيها أحدا . وارتبك وانتظر فلم يأت أحد من رفاقه فاعتراه اليأس وانتحر . أما غافيريلا بوب الذي كان أول من فارق الجماعة في صبيحة ذلك اليوم فاختفى دون آثر ولا يزال مصيره مجهولا
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ