صوت رومانيا العالمي
2025-04-22



















Arhiva : صفحات من تاريخ رومانيا
آنا باوكر
(2009-06-15)
آخر تحديث 2009-06-22 18:18 EET
هكذا وصف عالم السياسة الروماني المقيم في الولايات المتحدة فلاديمير تيسمانيانو الحزب الشيوعي الروماني في بداية وجوده مشيرا لذلك إلى صغره وقلة أهميته في الحياة العامة من و كذلك إلى حماسية أعضائه وأنصاره الذين استبدوا الإيمان بالله بالإيمان بالعقيدة الشيوعية . إنه لوصف صحيح في بعض نواحيه حيث كان مؤسسو حزب الشيوعي في رومانيا من أبناء الأقليات العرقية و لا سيما اليهودية و المجرية و الأوكرانية و البلغارية و لذلك كان الناس يعتبرون الحزب الشيوعي قضية أجنبية غريبة عليهم وبعيدة عن تطلعات الشعب الروماني ..لكن رغم ذلك اكتسب الحزب تأييد بعض الرومانيين الذين انضموا إلى صفوفه ثم ارتقوا إلى أعلى مستوياته القيادية وأصبحوا من شخصياته ذات الثقل . أما زعماء الحزب المنحدرين من تجمعات الأقليات العرقية فكان من بينهم أنا باوكر و شتيفان فوريش و فاسيلي لوكا و كان لهم جميعا دور كبير في ترسيخ النظام الشيوعي في رومانيا ..
كانت أنا باوكر شخصية بارزة في الحزب الشيوعي الروماني في الفترة ما بين الحربين العالميتين و في الأربعينات أيضا.. ولدت في عام 1893 ابنة عائلة يهودية فقيرة من محافظة فاسلوي شمال شرق رومانيا وكان اسمها الحقيقي هانا رابنزون . كانت مدرسة في مدرسة يهودية عندما انضمت إلى الحركات الاشتراكية منذ وتزوجت من المهندس مارسيل باوكر وأنجبت منه ابنا و ابنة . في العشرينات و الثلاثينات من القرن الماضي زارت الاتحاد السوفييتي ثم تجولت في أوروبا كعميلة لمنظمة الشيوعية الأممية- الكومينترن . و نشطت بصفتها تلك في رومانيا أيضا حيث اعتقلت مرتين بتهمة التحريض و الإهاجة الشيوعية .. بعد عام 1944 عادت إلى رومانيا نهائيا حيث كانت واحدة من أهم معاوني السوفييت .
تقلدت عدة مناصب هامة ومنها نائب رئيس الوزراء و وزير الخارجية في الحكومة الموالية لموسكو بقيادة الدكتور بيترو غروزا .. ولكنها طمحت إلى رئاسة الحزب وأصبحت تنافس زعيم الحزب غورغي غورغيو ديج عليها .. و احتدمت المنافسة بينهما لدرجة أرغمت غورغيو ديج على إبعادها عن الحياة العامة نهائيا , فتقاسمت أنا باوكر المصير مع غيرها من خصوم ديج ومن بينهم شتيفان فوريش و لوكريتسيو باتراشكانو .. في عام 1960 توفيت أنا باوكر بعد معاناة من مرض السرطان . يذكرها تاريخ الحزب الشيوعي في رومانيا كواحدة من أقسى شخصياته و أكثرها تشددا .في عام 1949 تزوجت ابنة أنا باوكر من الطبيب غورغي براتيسكو وفي عام 1994 تحدث كلاهما إلى محرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية حول أسباب الخلاف بين أنا باوكر و زعيم الحزب الشيوعي غورغي غورغيو ديج موضحين أنه يعود إلى عام 1947 عندما حاول ديج إبعاد أنا باوكر وغيرها من القياديين ذوي الأصول العرقية المختلفة عن الحياة السياسية الرومانية وإرسالهم إلى الخارج للعمل مع البعثات الدبلوماسية الرومانية بحجة أن توليهم مناصب عليا أثار حفيظة بعض العناصر ذات الاتجاهات القومية في المجتمع على حد قوله .. في عام 1947 ذهب ديج وباوكر و فاسيلي لوكا إلى موسكو لعقد اجتماع مع الزعيم السوفيييت ستالين. وكان ديج قد أبلغ ستالين بنرغبته في تعيين بواكر و لوكا ممثلين لرومانيا في الخارج لجس نبضه ولم يكن يبلغ أيا منهما بنيته تلك . زوج أنا باوكر غورغي براتيسكو متذكرا :
" أراد ستالين أن يعلم ما إذا كان ديج قد أبلغ أنا بواكر وفاسيلي لوكا بنيته تلك وتبين أنه لم يفعل ذلك ولم تكن أنا باوكر على علم بأن ديج يوريد إرسالها إلى موسكو كسفيرة لرومانيا و لم يعلم فاسيلي لوكا أن ديج يريد إيفاده إلى بودابيست كسفير أيضا . ولكن ستالين لم يرض عن الفكرة و قال لغروغيو ديج : المبدأ الذي يعمل به حزبنا هو الانتماء الطبقي و ليس العرقي ..ولم يقبل باقتراحات ديج ..وفي خريف ذلك العام عينت أنا باوكر وزيرة للخارجية فعين فاسيلي لوكا وزيرا للمالية .. ولكن أنا بواكر اعتبرت موقف ستالين ذلك مناورة من مناوراته النمطية التي كان يحاول من خلالها تعكير صفو الجو في قيادة الحزب وإثارة الفتن و الفرقة .."
كانت أنا باوكر امرأة مثقفة وكان لها علاقات جيدة مع غيرها من المثقفين في الحزب الشيوعي المناهضين لغيروغيو ديج الذين كان يرون فيه دائما العامل البسيط السابق في ورشة للسكك الحديدية . وكان بين أصدقائها المحامي لوكريتسيو باتراشكانو أحد الزعماء البارزين في الحزب وأحد المثقفين الحقيقيين فيه .. لنستمع إلى صهر أنا باوكر متذكرا حفل رأس السنة الذي استضافته أنا باوكر في منزلها عام 1945 والذي جمع القياديين البارزين المحللين إضافة إلى عدد من الضيوف السوفييت من لجنة الرقابة المشتركة . ضيفنا من جديد :
" عزفت في الحفل ألحان وطنية وأغان عمالية وكذلك أغاني التي كان يؤديها السجناء السياسيين من أعضاء الحزب الشيوعي في الفترة ما بين الحربين العالميتين عندما كان الحزب الشيوعي محظورا .. كان بين المدعوين لوكريتسيو باتراشكانو ولكن بعد حلول منتصف الليل بقليل نهض متوجها إلى المخرج .. حاولت أنا باوكر إيقافه وقالت له :
لماذا تنصرف .. كل الرفاق يسهرون و يسلون و أنت تريد مغادرة الحفل من الآن ؟
  • وأجاب باتراشكانو أنه لا يطيق الجلوس مع أولئك الناس ..
  • أترى لا تعجبك أجواء الحفل ..
  • لا تعجبني حقيقة .. ولا أفهم كيف يروق لك الجلوس مع هؤلاء الناس البدائيين . ثم قال إنه مدعو لحفل آخر في بيت بعض الأصدقاء من المثقفين اليساريين مثله ثم خرج .. والحقيقة أن أنا باوكر لم تنجح أبدا رغم جهودها في إقناع لوكريتسيو باتراشكانو بتوطيد علاقاته مع قاعدة الحزب و أعضائه من الطبقة العمالية أو الرفاق كما كانوا يسمونهم آنذاك .."
  • كانت أنا باوكر مرارا موضع انتقادات شديدة .. فشابت صورتها شائعات شتى .. قيل مثلا إنها وشت بزوجها للمخابرات السوفييتية التي اتهمته بمناصرة تروتسكي و احتضان أفكاره و أعدمته ضمن حملة التطهير الواسعة النطاق التي شهدها الاتحاد السوفييتي والبلدان الدائرة في فلكه في الخمسينات من القرن الماضي .. وكان دعم الزعماء السوفييت لها السبب الوحيد في بقائها قيد الحياة رغم خلافها الصارخ مع زعيم الحزب الشيوعي الروماني ..
     
    Bookmark and Share
    WMA
    64kbps : 1 2 3
    128kbps : 1 2 3
    MP3
    64kbps : 1 2 3
    128kbps : 1 2 3
    AAC+
    48kbps : 1 2 3
    64kbps : 1 2 3
    استمع الآن
    مواقيت البث
    التوقيت (UTC)
    07.30 - 08.00 15.00 - 16.00

    Curs valutar: 22 Apr 2025
    EUR: 4.9774 RON
    USD: 4.3291 RON

    Actualizati scriptul la versiunea 2.0!


    دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ