صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الزلازل التي ضربت رومانيا على مر التاريخ
(2009-05-19)
آخر تحديث 2009-05-26 16:01 EET
مع ذلك لم يكن زلزال عام 1977 الأشد قوة في تاريخ العاصمة على ما يبدو حيث يقول المؤرخون إن الوثائق التاريخية تذكر زلزالا آخر وقع في عام 1802 قاربت قوته على ثماني درجات على مقياس ريختر غير أن عدد ضحاياه كان أقل بكثير رغم شدة الهزة .. والحقيقة أن الزلازل ليست هي التي تقتل الناس وإنما آثارها الكارثية كانهيار المباني على الناس وانتشار الذعر هي التي تودي بحياتهم .. بمساعدة المؤرخ ماريان سترويا من معهد التاريخ في بوخارست سنحاول إحياء أجواء العاصمة الرومانية عند وقوع زلزال عام 1802 بناء على المراجع التاريخية :
"في عام 1802 كان الأمير أليكساندرو إبسيلنتي قد تولى مقاليد السلطة في إمارة فالاهيا الرومانية وذلك بدعم من الباب العالي الذي كان قد اختاره من بين الموظفين الأوفياء له من سكان هي فانار بإستبول ليكون الضامن على تنفيذ الأوامر الصادرة عن السلطان في الإمارة الرومانية .. و توضح الوثائق التاريخية التي بحثها العالم غورغي مارموريانو مدير معهد علم الزلازل في بوخارست أن زلزال عام 1802 كان في الحقيقة أقوى هزة أرضية في تاريخ رومانيا حيث بلغت قوته 9، 7 على مقياس ريختر .. استنادا إلى نفس الوثائق نعلم أن زلزالا قويا آخر وقع في عام 1790 فأشار إليه أحد سكان مدينة كرايوفا جنوب رومانيا في رسالة مؤرخة في الثامن و العشرين من مايو أيار 1791 موجهة إلى أحد أصدقائه حيث قال : في مساء اليوم الرابع بعد عيد القيامة في حوالي الساعة السابعة اهتز البيت و ارتعبت وشعرت وكأن البيت ينهار علي استغرقت الهزة طويلا كدت أفكر بأنها لن تنتهي .. ولكن الحقيقة أن زلزال عام 1802 رغم قوته البليغة لم يسفر عن دمار كبير و لا عن وقوع ضحايا" ..
تذكر وثائق تاريخية أخرى زلزال عام 1802 و واحدة منها عبارة عن مدونات أحد كتاب اليوميات آنذاك . لنستمع إلى ضيفنا ماريان سترويا من جديد :
"عاش كاتب اليوميات ديونيسيا تجربة الزلزال ووصفها في إحدى مدوناته بقوله : في شهر أكتوبر تشرين الأول عام 1802 اهتزت الأرض حتى سقطت أبراج الكنائس في بوخارست بل سقط برج القرص الكبير . وهنا يشير الكاتب إلى برج كنيسة كولتسيا ذي الساعة الذي كان يأوي قرصها الضخم وكان واحدا من أجمل الإنجازات العمرانية في عهد .. والحقيقة أن البرج انهار و انكسر فانكسرت ساعته أيضا .. أثار الزلزال الذعر بين الناس وظل يدور على ألسنة الخاص والعام مدة طويلة من الزمن .. كما نج إشارات أشار إلى ذلك الزلزال في مدونات القنصل النمساوي الذي مر أثناء مهمته في بوخارست بتجربة الزلزال مرتين في عام 1791 و من ثم في عام 1802 وكتب في مدوناته ما يلي : لقد استسلم برج كنيسة كولتسيا و سقط ضحية للزلزال بعد أن صمد للهزات أخرى وظل يهيمن شامخا على المدينة طيلة القرنين الماضيين .. هذا وتكشف المراجع التاريخية أيضا أن زلزال عام 1802 صدم سكان العاصمة وزرع في نفوسهم الخوف و الرعب وهم يشاهدون الكنائس والأبراج تنهار وتتحول إلى ركام" ..
حصد زلزال عام 1802 أرواح ثلاثة أشخاص فقط رغم قوته الكبيرة والتفسير يكمن في كون البيوت آنذاك بعيدة عن بعضها البعض ومحاطة بحدائق وبساتين كبيرة ولذلك لم تكن الهزات تنتشر من بين إلى أخر . ومن جهة أخرى كانت البيوت خفيفة الوزن وهي مبنية من الخشب و الطين . أما عن الإجراءات التي اتخذتها السلطات بعد زلزال عام 1802 فقال المؤرخ ماريان سترويا :
"الحقيقة أن ردود الأفعال الأولى على الزلزال في العقلية الجماعية لها طابع عاطفي شديد لما يخلفه من دمار و يثيره من رعب .. وفي عام 1802 ربط الناس بين وقوع الزلزال و تولي الأمير أبسيلانتي السلطة في الإمارة كما أسلفت ورأوا في تلك الكارثة ما يبشر للأمير الجديد بالشؤم .. ولكن الظريف في الأمر أن مخاوفهم أثبتت صحتها فبعد مرور أقل من أربع سنوات على تعيينه استبدله العثمانيين بأمير آخر . مع ذلك لا يمكننا الإنكار بخصاله كونستانتسين إبسيلانتي الذي يذكره التاريخ كواحد من أنشط الأمراء وأمهرهم في إدارة شؤون البلاد . فبعد الزلزال مباشرة قام الأمير للحفاظ على النظام العام و الحيلولة دون انتشار الذعر بين الناس و تفادي الفوضى .. بل أشرف على إعمار المباني المنهارة و أبقى أسعار مواد البناء ضمن حدود معقولة من خلال منع التجار من رفعها بصورة عشوائية وتعسفية بهدف استغلال تلك الأوضاع لمنفعتهم .. والحقيقة أن جميع المباني المدمرة جراء الزلزال أعمرت في غضون السنوات الثلاث التالية ..
2- في القرن التاسع عشر تعرض سكان العاصمة لهزات أرضية أخرى وذلك في عام 1838 و 1844”
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ