صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
أفرام بانكو
(2009-04-27)
آخر تحديث 2009-04-27 18:42 EET
اشتدت في تلك الفترة حدة المشاعر المناهضة لنظام الحكم الملكي و التسلطي ردا على سياسة الدول الثلاث المشكورة . أما الإمارات الرومانية فكانت مؤسساتها تمر بعملية تحول عميق . كانت إمارة ترانسيلفانيا الخاضعة لسيطرة الإمبراطورية النمساوية تشهد اتساع رقعة الثورة المجرية بقيادة لودوفيك كوشوت التي كان هدفها الرئيسي التخلص من سيطرة الإمبراطورية النمساوية و إحياء المملكة الهنغارية السابقة كما كانت في القرون الوسطى .
لم يعلق الرومانيون في إمارة ترنسيلفانيا آمالا كبيرا على مستقبلهم في إطار هنغاريا الكبرى .. و لكن ضم الإمارة إلى هنغاريا في ربيع عام 1848 أثار ردود أفعال شديدة لدى الزعماء القوميين الرومانيين ومن بينهم المحامي أفرانم يانكو قائد الكتائب الرومانية التي ناضلت ضد القوات المجرية في جبال أبونسين .. وكان أفرام يانكو أحد منظمي اجتماعات الرومانيين الحاشدة في مدينة بلاج في شهر إبريل نيسان و مايو أيار و سبتمبر أيلول عام 1848 والتي أتاحت لهم الفرصة للإدلاء بآرائهم حول أهداف الثورة المجرية و برنامجها ..
ولد أفرام يانكو في عام 1824 ابن عائلة ثرية للروم الكاثوليك من سكان جبال أبوسين و درس القانون في جامعة كلوج ..وانضم إلى الحركات السياسية القومية منذ أن كان طالبا .. حيث أيد التعاون بين الرومانيين و المجر ضد تسلطية الإمبراطورية ولكن من غير جدوى ..غيورغي فليشير مسؤول المتحف الوطني للوحدة في مدينة ألبا يوليا حدثنا عن شخصية أفراد يانكو وقال : "كان أفرام يانكو المقلب بأمير الجبال زعيم ثروة عام 1848 في إمارة ترانسيلفانيا وكان ابن جبال أبوسين، و كان شديد الارتباط بمدينة ألبا يوليا . في أثناء الثورة تعاونت لكتائب الرومانية مع الجيش النمساوي لكسر حصار المدنية و إيصال الإمدادات إلى سكانها .. وحتى وإن لم يشارك شخصيا في تلك العمليات إلا أنه جمع صفوف جيشه في جبال أبوسين، و ناضل معه لحماية المنطقة عن أي توغل نمساوي .. وكلف مساعده أكسينتي سيفير بالمشاركة في كسر حصار ألبا يوليا .. بعد ثورة 1848 غادر أفرام يانكو الجبال ، و أتى إلى ألبا يوليا ولكن في عام 1853 اعتقله الجنود النمساويين و سجنوه عدة أيام ...
لم يكن للأماني القومية و الاجتماعية للرومانيين في إمارة ترانسيلفانيا أي صدى لدى الثوار المجريين فانضم أفرام يانكو إلى الجماعات المعادية الثورة المجرية، و لبى نداء التاج النمساوي الذي كان يحاول إعادة النظام إلى المنطقة .. وبمساعدة أصدقائه قام أفرام يانكو بتنظيم الكتائب الرومانية في جبال أبوسين، وثم تعاون مع الجيش النمساوي لتنظيم الدفاع و تولى قيادة جيش الفلاحين الرومانيين الذين قاتلوا الثوار المجريين .. وردع العديد من هجماتهم رغم أن الثوار المجريين كانوا أكثر عددا و أفضل تنظيما . وقد انتهت الثورة المجرية عام 1849 بعد تدخل الجيش القيصري الروسي بطلب من الإمبراطور النمساوية فرانز يوزيف الذي أجهز الضربة القاضية على الثوار المجريين في مدينة سيغيشوارا ..
بعد الثورة فاجأ أفرام يانكو رفاقه بمواقف غريبة، بل أصبح يعترض علنا على الرؤية السياسية الجديدة ، مما جعل أولئك يبتعدون عنه نهائيا و عندما منحه له الإمبراطور فرانز يوزيف وساما شرفيا أسوة بسائر زعماء الحركة القويمة الرومانية ، رفض أفرام يانكو الوسام، بل أثار حادثة أثناء زيارة الإمبراطور لترانسيلفانيا عام 1852 للتعبير عن استيائه من رفض الإمبراطور الاجتماع به .. و قد عزى المؤرخون سلوكه الغريب إلى مرض نفسي يبدو أنه عانى منه مدة عشرين عاما قبل وفاته .. وتشير مصادر تاريخية إلى أقوال شهود عيان يؤكدون أنهم رأوه يستعطي في الشوارع وملابسه بالية ويعزف المزمار أحيانا . وفي عام 1872 عثرت على جثته وتم دفنه في بلدة تسيبيا ..
كان أفرام يانكو واحدا من أقوى الشخصيات التاريخية لحزمه في الدفاع عن معتقداته و مواقفه قبل الثورة و بعدها أيضا .. وأضفت نهايته المأسوية مزيدا من التألق لشخصياته التي ينبغي التعامل معها ضمن إطار الحركة القومية للرومانيين في ترناسيلفانيا لتقييم دوره في زعامة تلك الحركة و رفاق دربه ..
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ