Radio Romania International

Arhiva :

بوادر أول محفل ماسوني قومي في رومانيا
(2009-04-08)
آخر تحديث 2009-04-27 18:35 EET Print
تعود بوادر تأسيس محفل ماسوني قومي كبير إلى السنوات التي سبقت اتحاد إمارتي مولدوفا وفالاهيا بزعامة الأمير كوزا في عام 1859 .وكان محفل نجم الدانوب المؤسس في عام 1857 قد ساهم في توحيد الإمارتين إلا أن المصالح السياسية فرضت على الماسونيين البقاء بعيدا عن الحياة السياسية . بعد تولي الأمير كارول السلطة في الإمارتين الرومانيتين و انتصار ألمانيا على فرنسا في حرب عام 1870 استأنف الماسونيون مساعيهم الهادفة إلى التحرر من حالة التبعية للماسونية الفرنسية و الإيطالية .. عن نشاط الماسونيين في رومانيا في نهاية القرن التاسع عشر يحدثنا مؤرخ الماسونية رداو كومانيسكو : "كان محفل حكماء هيليوبوليس نشيطا جدا في تلك الفترة و كان له نفوذ كبير في الحياة العامة بل أن فعالياته الاجتماعية كانت عديدة و حميدة في نفس الوقت ..على سبيل المثال قام هذا المحفل بتمويل المؤسسات الخيرية و المدارس و المستشفيات وساعد الكتاب على نشر أعمالهم كما قام بتمويل الفعاليات الثقافية .. ونجد بين أعضاء المحفل شخصيات عملية و ثقافية في ذلك العهد ومن بينهم الدكتور كارول دافيلا مؤسس مدرسة الطب في بوخارست إلى جانب النقيب أنتون كوستيسكو - أحد عناصر المجموعة التي خططت لخلع الأمير كوزا و الذي كان أيضا واحدا من أنشط الماسونيين الرومانيين وتولى زعامة المحفل الماسوني الروماني إلى جانب اثنين من زملائه في الجيش وهما كوستاكي مورويو و شتيفان شويمسيكو" بين أعوام 1871 و1877 حاول الماسونيون الرومانيون الانفصال عن المحافل الكبرى في فرنسا و إيطاليا .. وكان أوغوست كارانس الشخصية الماسونية البارزة في محفل حكماء هيليوبوليس و المشرف على نشاط الماسونيين الرومانيين يعترض بقوة على أية ميول انفصالية وأية محاولات لإقامة محفل ماسني روماني مستقل .. وفي عام 1874 رفع شكوى ضد كوستاكي مورويو لتدريسه عدد من الرومانيين مفاهيم الماسونية . وفي عام 1879 وضع كوستاكي موريو الماسونيين الرومانيين تحت إشراف المحفل البرتغالي بهدف التخلص عن الرعاية الفرنسة و الإيطالية والبدء بقيام محفل روماني مستقل .. ولكن حرب الاستقلال التي دارت رحاها بين عامي 1877 و1878 أحبطت خطته فتوقف الماسونيون الرومانيون عن العمل وتبرعوا بأموالهم للصليب الأحمر . ضيفنا راد وكومانيسكو : "في عام 1877 توقف نشاط الماسونيين الرومانيين كليا ولكنه استأنف بعد انتهاء الحرب ساعيا إلى إقامة محفل روماني مستقل . وحظي الماسونيين في ذلك بتأييد العاهل الروماني كارول الذي كان قد أصبح ملكا و الذي كان يرى أن خروج الماسونيين الرومانيين من حالة التبعية لفرنسا يصب في مصلحته أيضا .. في عام 1883 نجح الملك كارول الأول في ضم رومانيا إلى معاهدة القوى المركزية فاسخا تحالفها التقليدي مع فرنسا .. ولم يكن الماسوينيون غرباء عن تلك المساعي" وفي عام 1878 تأسست اللجنة المركزية كخطوة أولى في سبيل قيام المحفل القومي الرومان الذي تولى كوستاكي مورويو رئاسته" "كان لكوستاكي مورويو الفضل الكبير في تأسيس المحفل الماسوني الروماني . كان عسكريا محنكا وفي حرب الاستقلال قاتل في الجبهة ببسالة .. كان قوميا إلى درجة التطرف حيث انضم إلى التحالف المضاد لليهود و بصفته تلك نظم مؤتمرا معاديا لليهود في بوخارست في عام 1886 .. لذلك يمكننا القول إن المحفل الماسوني الروماني كان يتميز عن غيره من المحافل الأوربية كون مؤسسيه من صفوف الجيش وذوي التوجهات القومية و المسيحية و المناهضة للسامية وكل هذه المميزات كانت في تناقض تام مع التيار الشمولي الذي كان يسود عمل المحافل الماسونية في سائر البلدان الأوربية آنذاك".