صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
أسرى رومانيون في سجنوا إبان الحرب العالمية الأولى
(2007-05-15)
آخر تحديث 2007-05-15 16:49 EET
سقط في الحرب العالمية الأولى أكبر عدد من الضحايا في تاريخ البشرية حتى ذلك الحين والذين قدروا بحوالي 10 ملايين نسمة ويقول المؤرخون إن هذا العدد لم يسبق له مثيل. فالحرب العالمية الأولى اندلعت في وقت بلغ فيه التوتر الذي كان قد طرأ على العلاقات الدولية منذ نهاية القرن التاسع عشر ، أوجه ، إذ كانت الحرب في الحقيقة النهاية الحتمية لتلك الحالة المتميزة . إلا أن العالم لم يكن يدرك آنذاك الأحجام الحقيقية للفواجع والويلات التي كانت ستنجم من تلك الحرب الناجمة من رغبة بعض الأمم في الانتقام فقط . والحقيقة أن أكبر مآسي الحرب لم تتمثل في سفك الدماء و وقوع الضحايا في الأرواح والدمار فحسب إنما شملت الحياة في الأسر و التشوه البدني الاختلال النفسي لمن حاربوا في جبهات القتال إلى جانب الشقاق الاجتماعي والخلافات بين الأمم .

دخلت رومانيا الحرب العالمية الأولى رغبة منها في استعادة بعض أراضيها التي انتزعت منها بالقوة ، ولكن الثمن الذي دفعته مقابل حصولها عليها كان باهظا. ومن جهة أخرى لم يستطع الجيش الروماني الحيلولة دون وقوع العديد من جنوده أسرى بيد الروس والبلغار والألمان .
فقد أسر في روسيا جنود رومانيون كانوا قد قاتلوا في الجيش النمساوي الهنغاري علما أن منطقة ترانسيلفانيا الرومانية كانت إبان الحرب العالمية الأولى تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية الهنغارية . وقد انضم بعض الأسرى الرومانيين في روسيا إلى الجيش الأحمر أثناء الثورة البولشيفية .
أما ظروف الأسر فقال شهود إنها كانت مقبولة في روسيا وسيئة في ألمانيا وقاسية جدا في بلغاريا . وقد سجن حوالي ألف جندي روماني أسروا في معركة دارت رحاها في شهر آب أغسطس عام 1916 في بلدة بلغارية - سجنوا في معسكر بلغاري حيث تعرضوا لشتى أنواع الإذلال والحرمان وأجبروا القيام بأعمال شاقة . وقد بقى الأسرى الرومانيون هناك حتى شهر يونيو / حزيران عام 1918 رغم أن اتفاق السلام كان قد وقع في شهر مارس \آذار من نفس العام .

الجنرال بانتيليمون كوميشِل قاتل في كلتا الحربين العالميتين وعندما دعاه مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية لأجراء مقابلة معه عام 1998 كان عمره يناهز المائة عام . وكان هذا الجنرال قد قاتل في الحرب العالمية الأولى كمتطوع وأسر في إحدى معاركها وأرسل إلى ألمانيا. وروى الأحداث التي انتهت إلى أسره قائلا :
  • كنت أقاتل ضمن كتيبة رشاشات برتبة نائب ضابط متطوع وشاركت في الهجوم الذي كان الجيش الروماني قد شنه للاستيلاء على تلك المنطقة . كان الوقت صباحا والجو ممطرا وتقدمنا في عمق الغابة ، فشعرت بالبرد وطلبت من أحد الجنود أن يأتي لي بمعطف فجلب لي معطفا ألمانيا كان قد عثر عليه في الغابة . فارتديته وأثناء تقدمنا في الغابة وقعنا في كمين نصبه الألمان فألقي القبض علينا . وجدير ذكره أن ارتداء زي عسكري أجنبي اعتبر خرقا خطيرا لأصول الحرب .

  • ويقول الجنرال كوميشِل إنه نجا من عقوبة الإعدام لأن الضابط الألماني المكلف باستجوابه كان رحوما معه . ثم أرسل إلى ألمانيا . ويروي بانتيليمون كوميشِل تلك الأحداث قائلا :
  • مثلت بين يدي رقيب ألماني فلما رأى معطفي الألماني سألني من أين حصلت عليه . فرويت له القصة بواسطة مترجم . ثم طلب مني أن أصطف إلى اليمين فتوقعت أن يحكم علي بالإعدام . ثم سألني مرة أخرى كم عمري ..؟ قلت . أقل من ثماني عشرة سنة . حينئذ طلب مني أن أخطو إلى اليسار ، فأدركت أنه تيقن من أني كنت قد قلت له الحقيقة وقرر إنقاذ حياتي . فأخذوني إلى معسكر اعتقال في جنوب رومانيا أولا ثم أرسلوني إلى معسكر آخر في ألمانيا.


  • كانت ظروف الاعتقال في المعسكر الألماني سيئة . فالأكل قليل ورديء والسكن غير مناسبة ومزدحم وبدون تدفئة ، كما الجنرال بانتيليمون كوميشِل وأضاف :
  • عندما دخلت المعسكر انتابني شعور بالخوف . ولكني فوجئت بكثرة الأسرى من الجنود الرومانيين المسجونين فيه . كان بينهم جنرال اسمه كوستيسكو ، إذ كان قد أسر مع كتيبته كلها . ولاحظت أن أثنين من الأسرى الرومانيين كانا قد احتفظا بسيفيهما فاستغربت كثيرا لأمرهما لأني كنت أعلم أنه لا يجوز للأسرى أن يحتفظوا بسلاحهم . ولكني علمت لاحقا أنهما أسرا بينما كانا يقاتلان في المعركة بسيفيهما وأن الألمان أقروا بما كانا قد عملاه في جبهة القتال في سبيل وطنهما فسمحوا لهما الاحتفاظ بسيفيهما في المعسكر . كانت الحياة في المعسكرقاسية جدا على حد تعبير بانتيليمون كوميشِل الذي عزى قسوة الظروف إلى الأزمة العامة التي كانت قد اجتاحت ألمانيا آنذاك .

  • نستمع إليه من جديد:
  • لم يكن مسموحا لنا الخروج من المعسكر إلا في حال وفاة أحد زملائنا ، فكانوا يسمحون لنا المشاركة في تشييع جنازته ومرافقة النعش إلى المقبرة التي كانت بعيدة عن المعسكر. وأذكر أن الشتاء كان باردا جدا و لم نكن نستلم ما فيه الكفاية من الفحم للتدفئة ، فسقط عشرون منا مريضا وماتوا . أما الكهرباء فكان الألمان يقتصدونها أيضا .

  • وسمعنا أن المعسكر الذي نحن فيه كان في السابق معسكرا للإنكليز وأن ظروف الأسرى فيه كانت أفضل بكثير حيث لم يكونوا بحاجة إلى الطعام الذي كان الألمان يقدمونه لهم فكانوا يرمونه في الحال للتعبير عن استيائهم ولكنهم كانوا يستلمون ما فيه الكفاية من طعام من الإنكليز.

    لم تكن الحرب العالمية الأولى من القرن الماضي ، درس التاريخ الأخير ، الذي تعلمته البشرية ولكن قصص الأسرى لا تزال تشهد بالمآسي التي صاحبت الحروب دائما.

     
    Bookmark and Share
    WMA
    64kbps : 1 2 3
    128kbps : 1 2 3
    MP3
    64kbps : 1 2 3
    128kbps : 1 2 3
    AAC+
    48kbps : 1 2 3
    64kbps : 1 2 3
    استمع الآن
    مواقيت البث
    التوقيت (UTC)
    07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


    دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ