صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الصحافة والإعلام في الحقبة الشيوعية
(2009-03-23)
آخر تحديث 2009-04-03 18:41 EET
الحقيقة أن منظر الشيوعية كارل ماركس و أتباعه نظروا إلى مؤسسات الدولة على أنها صروح يتوجب عليهم فتحها كشرط لا مفر منه لفرض سيطرتهم على المجتمع . و لكن بعد فشل محاولات الانقلاب العمالية التي شهدتها روسيا عقب الحرب العالمية الأولى أدرك البولشيفيون أن تولي السلطة لم يكن أكبر تحد واجههم وإنما عليهم العمل على الحفاظ على السلطة أيضا .. وحينئذ سلطوا أنظارهم على الصحافة والتي رأوا فيها أفضل وسيلة لاستقطاب المواطنين وإقناعهم بصحة أهداف نظامهم .. الحقيقة أن كارل ماركس نفسه وغيره من منظري العقيدة الشيوعية عملوا في الصحافة وكانوا شديدي الاقتناع بقوة الكلمة المطبوعة ..
كان الإعلام و نشر المعلومة الوظيفة المعلنة للصحافة في العهد الشيوعي ولكن هذا الدور انحسر إلى أن أصبح عرضيا .. في حقيقة الأمر كانت الصحافة جزئا لجهاز الدعاية أسوة بالرقابة التي كانت تتعاون معها أوثق تعاون .. وكانت المديرية العامة للصحافة و المطبوعات المؤسسة المكلفة بتصفية المعلومات قبل نشرها حرصا من النظام أن تكون كل كلمة مكتوبة متطابقة لعقيدته و أهدافه .. في نهاية الأربعينات تأسست صحيفة سكانتيا أي الشرارة - لسان حال الحزب للشيوعي الروماني إضافة إلى صحيفة رومانيا ليبرا وغيرها من الصحف التي كانت وظيفتها الرئيسية دعم سياسة الحزب فكان محرروها من المثقفين اليساريين و المتعاونين مع الشيوعيين .. أما مؤسسة الإذاعة الرومانية فكانت هي الأخرى عنصرا هاما لجهاز الدعاية الشيوعية ..
كان على جميع الصحف أن تكتب عن إنجازات النظام الحديد و تكشف النقاب عن خصوم الحزب الشيوعي و أعمالهم .. وفضلا عن ذلك كانت الصحف من خلال مقالاتها تحاول خلق مناخ من الحماسية للعمل من شأنها تحفيز من سمي بالإنسان الجديد على الاجتهاد و القيام بواجباته على أفضل وجه . ومن جهة أخرى كان لا بد على الصحف أن تنتقد وبلهجة شديدة أية ميول أو توجهات أو عادات برجوازية .. الصحفي غورغي أنغيليسكو عمل محررا في صحيفة سكانتييا تينيريتلولوي لسان حال الشبيبة الشيوعية . وفي حديثه إلى محرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية عام 1997 تطرق إلى التعليمات السياسية التي كان على هيئات التحرير تطبيقها في العمل :
"كان المطلوب منا أن نكتب مقالاتنا بأسلوب الإطراء فلم يكون مسموحا لنا بتوجيه أية انتقادات إلى هيئة حزبية أو منشأ ة اقتصادية و إنما كان علينا أن نقتصر الانتقادات على أفراد فقط ونلقي المسؤولية على أفراد فقط . أتذكر أننا كنا نكتب مسلسلات حول الشباب الذين يغيبون عن العمل بلا سبب أو يشربون وكنا من خلال تلك المسلسلات نسعى إلى توعية سائر الشباب بعواقب مثل هذا السلوك و العقوبات المترتبة عليه . ولكن من جهة أخرى أود أن أشير إلى كثرة الصحفيين الشباب الموهوبين الذين انجذبوا إلى هذا النوع من المقال الصحفي آنذاك و انضموا إلى هيئات تحرير الصحف .. فقد أصبح بضعهم فيما بعد كتابا مشاهير ومن بينهم تيودور مازيلو و يون بايشكو و نيكولاي تسيك و رادو كوساشو .. كلهم من جيل الخمسينات الفتي في الصحافة الرومانية"
في بعض الأحيان كان الصحفيون يحاولون تطبيق التعليمات بشكل جزئي .. ضيفنا غيورغي أنغيليسكو من جديد :
"في عام 1956 إبان أحداث هنغاريا طلب من بعض محرري الصحيفة تأليف مقالات ساخطة ضد منظمي الحركات التي عمت هنغاريا في ذلك العام .. وطلب من رادو كوساشو و زميلي نقولاي تسيك كتابة مثل هذه المقالات ولكنهما رفضا وقالا إنهما يريدان الانتظار بعد الوقت لمراقبة الأحداث و تطوراتها .. الحقيقة أنهما كتبا المقال ولكن بعد انقضاء فترة طويلة على تلك الأحداث . وذلك لم تتخذ الإجراءات ضدهم على الفور ولكن لم نشر المقال اتصل مسؤول قسم الدعاية و الصحافة للجنة المركزية للحزب الشيوعي بهيئة التحرير و طلب إقالة الصحفيين"
أما عن قصته مع الرقابة فقال ضيفنا :
"لم يكن لي أي اتصال معها ما دمت محررا عاديا بلا وظيفة قيادية ..فكانت الأوامر تأتينا من الرقابة ولكننا لم نكن نعلم من أين تأتي أو بواسطة من ..ولكني اصطدمت بالرقابة عندما بدأت عملي في الإذاعة حيث علمت بأنه لا يمكن بث أية مادة إلا إذا حملت توقيع الرقيب .. الحقيقة أن وجود الرقابة كان واضحا جدا في الإذاعة بخلاف الصحيفة حيث بقي خفيا .. فإن الصحيفة كانت تطبع ثم ترسل نسخة إلى الرقابة في الليل وإذا كان الرقيب يطلب إجراء تعديلات كان فريق مصغر يجري التعديلات المطلوبة في الحال أو يشطب مقالا بكامله عند الضرورة . فلم يكن سائر المحررين على علم بكل ذلك"
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ