صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
رقابة الحرب
(2009-02-16)
آخر تحديث 2009-02-23 18:54 EET
كانت الرقابة الأداة الرئيسية في يد الأنظمة الدكتاتورية و التي التجأت إليها لمنع تداول المعلومات .. ولكن في ظروف استثنائية يمكن تصنيف بعض المعلومات بسرية دون أن يؤدي ذلك إلى تقييد حريات الإنسان وحقوقه الأساسية أو إلى فرض رقابة على وسائل الإعلام وتحويلها إلى أدوات تخدم أهداف النظام و تساعده على لقمع المعارضة .. في أوقات الحرب كانت الرقابة وسيلة من الوسائل الوقائية المستخدمة لأسباب دفاعية وفي ظروف استثنائية.. في الحرب العالمية الثانية مارست جميع البلدان المتحاربة ما يسمى برقابة الحرب .. وفي رومانيا التي دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا النازية لتحرير الأراضي المحتلة من قبل الاتحاد السوفييتي افتتح في عام 1941 مركز مراقبة المراسلة إلى جانب مكتب مراقبة الصحافة الأجنبية . وكان العمل في هذين المكتبين مغريا جدا لأن الرقباء كانوا معفيين عن التجنيد و الإرسال إلى جبهات القتال .. الفيزيائي رادو غريغوروفيتش عمل في مركز مراقبة الرسائل في سنوات الحرب العالمية الثانية ووصف لمحرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية يوم عمل عاد : " كان أحد موظفي البريد - أعتقد أنه كان على صلة بجهاز الأمن - يفتح الظروف بطريقة بدائية فكان يضع الظرف فوق البخار الساخن إلى أن انفتح ..وكنا نقرأ الرسائل وإن لاحظنا فيها شيئا جدير بالانتباه كنا نكتب تقريرا قصيرا ونسلم الرسالة مع التقرير لذلك الموظف .. وفقا للاتفاقيات الدولية لم تكن قراءة مراسلة البعثات الدبلوماسية مباحة ولكننا كنا نقرأ رسائلها أيضا .. مع مرور الزمن تم اختيار فريق مصغر من الرقباء لقراءة الرسائل و وضع ختم الرقابة عليها وكان الفريق المصغر يقرأ مراسلة السفارات أيضا" قال رادو غريغوروفيتش إن أولئك الذين قرئت رسائلهم لم يتضرروا من ذلك الإجراء أبدا .. مع أن بعض الناس كانوا يتحدثون بصراحة عن مشاكلهم و صعوبات الحياة اليومية . عن مضمون بعض الرسائل أردف رادو غريغوروفيتش قائلا: " كان شبابنا من منطقة ترانسيلفانيا المتواجدين في ألمانيا للعمل مع الجيش النازي يتحدثون بصراحة عن عدم رضاهم من أوضاعهم ومن الطعام الذي لم يكن يعجبهم و لم يكن يقدم لهم بالكميات المناسبة إذ قال أحدهم أن سرواله يبيت أكبر فأكبر عليه .. أتذكر أيضا رسائل القنصل البلغاري في مدينة غالاتسي الرومانية الذي كانت أسرته تعيش في سويسرا .. وكان يراسل زوجته و أطفاله مرارا وكلهم يجيدون أثر من لغة أجنبية .. وذات يوم وصل إلينا ظرف من أسرته فيه رسالتان إحداهما من أبنته إلى أبيها وكان كل سطر مكتوبا بلغة مختلفة حتى يدرك الوالد أن ابنته مواظبة في تعلم اللغات الأجنبية .. أما الثانية فكانت موجهة إلى الرقابة وتقول : "سيدي الرقيب لماذا لا تقوم بواجباتك بمزيد من العناية .. فإن كل ظرف يحمل آثار فتحه و إعادة لصقه .. أرجوك أن تتعامل معالظروف بمزيد من الاهتمام .." و أتذكر أيضا الرسائل التي كان أحد عناصر السفارة الألمانية في بوخارست يكتبها لعشيقته في ألمانيا والتي كانت تحفل بالإيحاءات الخليعة .. لم تكن رقابة الحرب أقل ذنبا من غيرها من أنواع انتهاك الخصوصية ولكنها خلت تماما من أشكال القمع و القهر التي اتسمت بها حلاقا رقابة النظام الشيوعي
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ