صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
هل كان الأمير كوزا ماسونيا؟
(2008-12-29)
آخر تحديث 2009-01-05 17:58 EET
كانت السنوات التالية لاتحاد إماريتي ملودوفا وفالاهيا و اعتلاء الأمير أليكساندرو يوان كوزا لعرش الكيان الموحد الجديد تمثل مرحلة إنتقالية، و كان الأمير نفسه شخصية مختلف عليها و مثيرة للجدل. ورغم ذلك إلا أنه أنجزعددا من الإصلاحات العسيرة منها الإصلاح الزراعي وتأميم ممتلكات الأديرة . انتقده البعض بالتغاضي عن تفشي الفساد والحكم التسلطي فيما اتهمه البعض الآخر بالطيش وحتى الفسق . سنبحث في عهد الأمير كوزا من منظور العلاقة بينه وبين المحافل الماسونية .هل كان الامير كوزا عضوا في محفل ماسوني .. لنستمع إلى المؤرخ رادو كومانيسكو الخبير في تاريخ الماسونية في رومانيا :
"طرح علي هذا السؤال مرارا ، ولكن الجواب عليه صعب بسبب غياب أية وثائق ماسونية من ذلك العهد علما أن أنشطة الماسونيين كانت آنذاك تحت طي الكتمان بل كانوا يحرقون أرشيفهم بصورة دورية . وهذا لا يشمل نشاط الماسونيين الرومانيين فحسب إنما جميع المحافل الماسونية في أوربا آنذاك . إلا أن الماسونيين اعتبروا الأميركوزا ماسونيا مثلهم. والدليل على ذلك تأسيس محفل ماسوني أطلق عليه محفل الأميركوزا بعد عام فقط من وفاته . وفي القرن العشرين صك المجلس الأعلى للماسونيين في المنفى ميدالية الأمير كوزا”.
يقول الخبراء إن الإجراءات التي اتخذها الأمير كوزا تستجيب حرفا وروحا للأماني الماسونية المروجة في أوربا في نهاية القرن التاسع عشر. انحدرمن صفوف الماسونين وأدى بصفته حاكم الإمارتين المتحدتين مهمته بمثابرة وتأن مستفيدا من دعهم له . قسم المؤرخون عهد الأمير كوزا إلى مرحلتين الأولى بين أعوام 1859 و1864 وهي فترة من الإنجازات و الإصلاحات والثانية بين أعوام 1864 و1866 والتي وصفوها بكارثة على المجتمع الروماني بسبب انتشار الفساد واعتماد الأمير أسلوب الأمر والنهي وتردد الشائعات حول حياته الشخصية وقصصه الغرامية وخيانته الزوجية . وكل تلك الأشياء لم يكن بإمكان الماسونيين القبول بها باعتبارها انحرافا عن أمانيهم . لنستمع إلى الأستاذ رادو كومانيسكو من جديد :
"في نهاية عام 1864 ومطلع العام التالي اتهم الماسونيون الأمير كوزا بالخيانة و عبروا عن إستيائهم لممارسات العبادة لشخصيته التي كان يروج لها الأمير نفسه . ومن جهة أخرى ظنوا بأنه ينوي التنازل عن عرش الإمارتين لحساب أمير روسي . لما وعد به الروس مقابل قبولهم باتحاد الإمارتين في عام 1859 . و الحقيقة أن الماسونيين كانوا قد ناضلوا طويلا لتحقيق كل ما قد نجحوا في تحقيقه حتى ذلك الحين، و كان من الصعب عليهم ترك كل ذلك تحت رحمة الروس ..
وفي تلك الظروف أيقن الساسة الرومانيين أجمعهم بضرورة إبعاد كوزا عن السلطة والتي نظروا لهاا على أنها قضية مبدئية تصب في المصلحة الوطنية .الأستاذ رادو كومانسيكو:
"في عام 1865 وبينما كان الأمير كوزا في ألمانيا لقضاء الإجازة، شهدت العاصمة الرومانية أحداثا مأسوية، كان أكثرها صدى، الانتفاضة الشعبية التي استغلها بعض رواد ثورة عام 1848 للإطاحة بالأمير كوزا . و للأسف أصدرت تعليمات للجيش بقمعها، فقد إضطر لاستخدام الرصاص ضد الجماهير لأول مرة منذ تأسيسه كجيش وطني ، و لقي 25 شخصا مصرعهم في تلك الأحداث، و تم إعتقال المئات، و من بينهم زعمي الأحرار براتيانو و روسيتي، لكن أفرج عنهما لاحقا .. أعتقد أن تلك الأحداث حسمت مصير الأمير كوزا الذي أجبر على التنازل عن العرش في فبراير/ شباط عام 1866 . و أصبح من المعروف الآن أن الجنود الذين اعتقلوا كوزا كانوا منضمين إلى المحفل الماسوني وأن الماسونيين هم الذين رحلوه إلى الخارج.”
لم يعان كوزا في المنفى من أية مصاعب ..كان ثريا واقتنى منازل جميلة في جميع الأماكن التي استقر فيها لمدة من الزمن . ولم يرغب في العودة إلى رومانيا رغم انتخابه مرتين نائبا في البرلمان .. و يقال إن حفار القبور الذين أخرجوا نعشه لنقل رفاته إلى الوطن، عثروا في قبره على قطع من اللبن الذي يعد أحد رموز الماسونية.
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ