صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الثورة الرومانية ضد الشيوعية
(2008-12-22)
آخر تحديث 2008-12-29 22:35 EET
ولكن الثورات المتلاحقة في أوربا الوسطى والشرقية عام 1989 أعادت لكلمة ثورة ولأول مرة بعد مئات السنين دلالتها الأولية والتي لايترك للعنف مجالا. فمن خلالها و بطرق سلمية بحتة أعيدت الأمور إلى مسارها الطبيعي السابق لحقبة النظام الشيوعي المضطربة.
أما الثورة الرومانية فقد حاولت تصحيح كل ما كان النظام الشيوعي قد دمره في غضون عشرات السنين . ولكن نجاحها كان مرهونا بإرادة الرومانيين أنفسهم وقدرتها على تقييم الأوضاع والعمل وفقا للظروف المتاحة . الحقيقة أن النظام الشيوعي لم يتم القضاء عليه بين ليلة وضحاها . ويقول المؤرخون بهذا السياق إن الرومانيون لم يفسروا صحيحا بعض الإشارات التي كان النظام يطلقها من غير وعي و التي كانت تلمح إلى وصوله شفا الانهيار . في هذه الحلقة سنبحث إنجازات السنوات التسع عشرة التي مرت على سقوط النظام الشيوعي في رومانيا مع المؤرخ دورين دوبرينكو المدير العام للأرشيف الوطني :
"نعرف أن بعض المفكرين تنبئوا منذ الثلاثينات من القرن الماضي بسقوط الأنظمة الشيوعية . مما لا شك فيه أن تلك الأنظمة استطاعت جذب فئات واسعة من الجماهير من خلال إجراءات حظيت باستحسانهم في البداية كنقل أهل الريف إلى المدن وتسهيل الارتقاء في السلم الاجتماعي والمهني والسياسي لفئات واسعة من الجماهير . ولكن في الثمانينات من القرن الماضي كانت إمكانيات النظام لإرضاء الناس قد استنزفت خاصة وأن المواطنين بدئوا يطلبون المزيد من الحريات والاحترام ومستوى معيشي أفضل" .
قال البعض إن رومانيا طوت عام 1989 صفحة ماضيها الشيوعي نهائيا فيما قال آخرون إن بعض العادات والمظاهر المتميزة بالعهد الشيوعي استمرت بعد الثورة أيضا . ما هو رأي المؤرخ دورين دوبرينكو في ذلك :
"هناك حديث طويل حول مظاهر الاستمرارية أوعدمها في التاريخ . ولكن ما شاهدناه عام 1989 هو مفارقة الماضي بكل ما للكلمة من معان ولا شك في ذلك . ولكن في نفس الوقت استمرت الاتجاهات المتميزة للعهد الشيوعي في السنوات التي أعقبت الثورة بحيث يمكنني القول إنها غالبت على الجديدة . صحيح أن النظام الشيوعي انهار وانتهى معه احتكار الدولة والحزب الواحد لجميع ميادين الحياة وانتهى أيضا الحكم التسلطي المطلق . ولكن يجب ألا ننسى أن شيوعيي ما يسمى بالخط الثاني المقصود منه أولئك الذين لم يتقلدوا مناصب القمة في الحزب والدولية إنما المناصب الأقل أهمية في الطبقة الحاكمة المعروفة باسم نومينكلاتورا . أولئك الشيوعيين انضموا بعيد الثورة إلى جبهة الإنقاذ الوطني وهي المنظمة التي تولت السلطة بعد سقوط الحزب الشيوعي مباشرة . فإن الشخص الذي تولى السلطة في رومانيا بعيد سقوط جاوشيسكو كان عضوا سابقا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وأمينا سابقا للحزب الشيوعي في محافظتين كبيرتين . كما أن أول الانتخابات الحرة والديموقراطية التي جرت في مايو أيار عام 1990 أعطت رومانيا برلمانا مليئا بالمتفرغين الحزبيين السابقين . ولكن من جهة أخرى كانت كل تلك التطورات مكسبا بالنسبة للرومانيين الذين سرعان ما وعوا بالفارق الكبير بين حياتهم الجديدة الحرة والسابقة عندما كان كل شيء خاضعا لرقابة الحزب الشيوعي" .
كيف يفسر الأستاذ دوبرينكو اختلاف آراء المشاركين في ثورة عام 1989 و الساسة وممثلي المجتمع المدني فيما جرى آنذاك :
"أعزو الاختلاف في مواقفهم إلى الانقسام الإيديولوجي داخل المجتمع الروماني بعد الثورة وكذلك إلى محاولات البعض الاستئثار بأحداث ثورة ديسمبر كانون الأول 1989 . وقد ظل طيلة السنوات العشرين الماضية الرئيس السابق يون إيلييسكو يصف ما جرى آنذاك بثورة ووصف جبهة الإنقاذ الوطني التي تولت السلطة في البلاد بهيئة منبثقة عن الثورة . وأضفى الشرعية على سلطته بكونه قد خرج إلى الشارع إبان الثورة و وقف في مواجهة الرصاص . ومن جهة أخرى أدان آخرون ممن شاركوا في الثورة مباشرة تولي يون إلييسكو السلطة . بل هناك من يقول إن أحداث ديسمبركانون الأول 1989 كانت انقلابا من تدبير عملاء الاستخبارات الأجنبية أو الشيوعيون القدامى . إني شخصيا أرى أن الاستياء عم المجتمع الروماني في نهاية عام 1989 ولكن لم يخرج إلى الشارع آنذاك إلا قلة من المواطنين المصممين على إبداء سخطهم من النظام وهذا السلوك الجريء استنفر وعبأ أعدادا كبيرة جدا من الناس الذين خرجوا أيضا ولكن بعد إزالة المخاطر وطرد تشاوشيسكو" .
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ