صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
الجيش الروماني في الحرب العالمية الثانية و الوضع في أوديسا
(2008-11-10)
آخر تحديث 2008-12-22 18:52 EET
في الثامن عشر من آب أغسطس عام 1941 بدأ الجيش الروماني محاصرة مدينة أوديسا وخرج منتصرا من تلك الحملة ولكن الثمن الذي دفعه كان باهظا إذ وقع حوالي 70 ألفا من جنوده بين قتيل و جريح . وينسب المؤرخون تلك الحصيلة السوداء إلى الماريشال أنتونيسكو حاكم رومانيا العسكري آنذاك الذي قلل من شأن القدرات الدفاعية السوفييتية و رفض أية مساعدة من الطرف الألماني . وقد سقطت مدينة أوديسا في الثامن عشر من أكتوبر ترين الأول عام 1941 بعد شهرين من المقاومة العنيفة .
الكتيبة العاشرة للمشاة بقيادة الجنرال يونيل غولغوجانو كانت أول وحدة عسكرية رومانية دخلت مدينة أوديسا وأتخذت من مقر سابق للفرع المحلي للمخابرات السوفييتية NKVD ، مركزا لها . وبعد يومين فقط من دخول الجنود الرومانيين المنتصرين إلى المدنية تعرض مركز الجيش الروماني لحادث تفجير ودُمر كليا بل ولم ينج من ذلك الحادث أحد . العقيد رادو غلوغوجانو حفيد الجنرال يون غلوغوجانو الذي لقي مصرعه في الانفجار ، قال في حديث أدلى به لمركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية عام 1994 إن قيادة الوحدة كانت قد حذرت من احتمال وقوع مثل هذا الحدث :
"جاءت امرأة روسية إلى مركز القيادة واسمها لودميلا إيفغينيتش بيترونفا وهي امرأة مسنة تطلب مقابلة قائد المركز . في البداية قال لها الحارس إن ذلك ليس ممكنا .. ولكنها أصرت أن تتحدث مع القائد لأن لديها معلومات هامة جدا .. وفي النهاية استقبلها الجنرال غلوغوجانو وعلم منها أن مقر القيادة ملغوم وأنها تعلم ذلك من ابنها وهو عامل كهرباء كان ضمن الفريق المكلف بتلغيم البناية ، وعلى الجميع أن يغادر المبنى وبأسرع وقت" .
لحقيقة أن التخريب على أنواعه وأشكاله ، كان يحدث في تلك الأيام ولكنه محدود النطاق و قليل العواقب .. على سبيل المثال علمت أن أحد ضباط الطيران ذهب إلى طبيب أسنان ليخلع ضرسه المنخور ولكن الطبيب خلع ضرسا آخر سليما . كنا نعتبر كل تلك الأحداث عمليات تخريب صغيرة . لذا فشك عمي مما تقوله المرأة وشكرها وقدم لها بعض السكر والقهوة و المال . وسرعان ما أمر بإخلاء المقر وإحضار جنود سلاح الهندسة الرومانيين والألمان للبحث عن الألغام إن وجدت. بعدها أتوا ولكنهم لم يعثروا على أية عبوة ناسفة.
الحقيقة أنهم لم يجدوا شيئا لأن المتفجرات كانت قد أخفيت في أساسيات المبنى فلم تستطع كاشفات الألغام تحديد موقعها . فقتل في ذلك الحادث ستة عشر ضابطا وستة وأربعون جنديا رومانيا وأربعة ضباط ألمان ومدنيون . ولما علم هتلر بأن مقر قيادة الكتيبة الرومانية في مدينة اوديسا دمره انفجار غضب وطلب الانتقام . أدريان غريغوروبول كان قاضيا في المحكمة العرفية العسكرية بين أعوام 1941 و1945 وفي عام 1998 أدلى بهذا الحديث لمركز التاريخ المروي :
"تساءل الجميع كيف كان من الممكن أن يقع مثل هذا الانفجار الكبير . ومن جهة أخرى تقرر اتخاذ إجراءات انتقامية وكأن سكان مدينة أوديسا هم الذين دبروا ونفذوا العملية . وقد اتصل هتلر بالمارشال أنتونيسكو وقال له : من غير المُستبعد ألا يكون لليهود دور في تنفيذ العملية . والحقيقة أن أعمال الانتقام التي أعقبت الانفجار كانت من القسوة والعنف بحيث لم تميزبين المستهدفين . ولكن أكثر ضحاياهما من اليهود" .
تشير الأرقام المسجلة في الوثائق الرسمية إلى أن عدد اليهود الذين سقطوا ضحايا تلك المذابح يربو على الخمسة آلاف . ويتذكرأدريان غريغوروبول تلك الأحداث بقوله :
"كانت هناك في إحدى ضواحي مدينة أوديسا والتي تكبد فيها الجيش الروماني أكبر الخسائر ، مستودعات من الخشب . وقد حشدوا في تلك المستودعات أعدادا كبيرة من الشباب اليهود - فتيان وفتيات - ثم أغلقوا أبوابها وصبوا البنزين حولها وأضرموا فيها النار. وكان الجنود قد طوقوا المستودعات وهم يحملون الرشاشات ويرشقون كل من ينجو من ذلك الحريق . والحقيقة أن ذلك الحادث وسم الجيش الروماني بالعار خاصة وأن أولئك الذين راحوا ضحية عنفه وانتقامه لم تكن لهم صلة بالانفجارالذي استهدف مركز الجيش" .
إن أحداث أوديسا برهان دامغ على أن الكره غير العقلاني المصحوب بقلة الخبرة العسكرية يستطيع أن يسفر في ظروف معنية عن مآس بشرية مفجعة .
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ