صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
نابوليون الثالث
(2008-10-27)
آخر تحديث 2008-11-10 20:11 EET
أدى نابوليون الثالث دورا حاسما في توحيد إمارتي مولدوفا و فالاهيا الرومانيتين وإقامة الدولة الرومانية ومن جهة أخرى احتذى الساسة الرومانيين بالنموذج الفرنسي في جميع مساعيهم الرامي إلى تعزيز الدولة . ففي النصف الثاني للقرن التاسع عشر شاركت فرنسا في حرب القرم الدائرة رحاها بين أعوام 1853 و1858 ونَظمت مؤتمر السلام في باريس عام 1856 كما نظمت وأشرف على الاجتماع الذي قرر توحيد الإمارتين الرومانيتين ودعمت أيضا الأمير الروماني أليكساندرو يوان كوزا . حاكم الإمارتين المتحدتين . ولكن الستينات من القرن التاسع عشر لم تكون مواتية لفرنسا التي فقدت نفوذها مستسلمة لضغوط ألمانيا المتزايدة . وفي رومانيا تنازل الأمير كوزا عن العرش رضوخا لضغوط الساسة المستاءين من تفشي الفساد في عهده و إساءته لاستخدام السلطة . وتأثرت رومانيا بالأزمة الفرنسية فتزعزع استقرارها السياسي والاقتصادي إلى درجة أن الطبقة السياسية بدأت تبحث عن حلول للتصدي لتداعيات ذلك الوضع الخطير .. ولكن رغم تلك التطورات فإن تمسك الرأي العام بالقيم الفرنسية ووفاءه للإمبراطور نابوليون الثالث لم يتزحزح . وفي تلك الظروف جاء تعيين الأمير الألماني كارول فون هوهنزولرن سيكمارينكن حاكما على الإمارتين المتحدتين عام 1866 ليزيد من الهُوة بين الساسة الرومانيين والأمير الجديد . المؤرخ فلورين كونستانتينيو يقدم مزيدا من التفاصيل - شريط md 11 ارتدى الخلاف بينهما مظاهر الانفصام السياسي في حقيقة الأمر .. فقد عاش المجتمع الروماني طوال الفترة الممتدة بين أعوام 1866 و1871 في ظل التوتر المتزايد بين الطبقة السياسية و حاكم البلاد . وفي خلفية عدم الاستقرار السياسي الناجم من هذا الخلاف الشديد بدأ الساسة ينتهجون سياسة معادية للقصر الأميري تكللت بإعلان ما سمي آنذاك بجمهورية بلويشت وهي مدينة صغيرة في جنوب رومانيا . وتم ذلك في العشرين من آب أغسطس عام 1870 . وكل هذه التطورات تبرهن على وفاء الرأي العام الروماني لفرنسا ومعاداته للأمير الألماني .. وكانت فرنسا نفسها تقف إلى جانب الطبقة السياسية الرومانية في مساعيها المعادية للأمير كارول الأول . وهكذا فإن دوك كرامون وزير الخارجية الفرنسي اجتمع مع الأمير المخلوع أليكساندرويوان كوزا وأبلغه بأنه في حال اندلاع نزاع مسلح بين بلاده و ألمانيا وانتصار فرنسا ، يتطلب حينئذ أن يكون لها في أوربا الغربية رجل وفي لها ، مثله . ولكن كوزا قال له إنه لا يريد ومهما حدث أن يعود إلى وطنه بتدخل جهة خارجية . سعت كل من روسيا و الإمبراطوريتان العثمانية و النمساوية الهابسبوركية إلى تفكيك وحدة الإمارتين الرومانيتين فور تنازل الأمير كوزا عن العرش . فأرادت روسيا العودة إلى الوضع السابق قبل توحيد الإمارتين بينما رأت الإمبراطورية العثمانية توحيدهماخطوة أولى في نيل الاستقلال ، وخشيت الإمبراطورية النمساوية الهنغارية أن تصبح الدولة الموحدة الجديدة جذابة بالنسبة للرومانيين الرازحين تحت احتلالها . ويرى المؤرخ فلورين كونستانتينيو أن هزيمة فرنسا كانت لمنفعة رومانيا .. لنستمع إليه من جديد : إذا افترضنا أن فرنسا خرجت منتصرة من نزاعها مع ألمانيا و حاولنا وضع سيناريو التطورات السياسية الأوربية المترتبة على انتصارها، فيمكنني القول بأن الأزمة السياسية التي شهدتها رومانيا في تلك الفترة كانت ستتعمق . ذلك أن الأمير كارول لم يكن سيستمر طويلا في قمة السلطة . ولكن في حقيقة الأمر كان من نتائج هزيمة نابوليون الثالث أن حكم الأمير كارول الأول تقوى وأن الدولة الرومانية مضت قدما في سبيل التطور والتحديث . وفي عام 1871 ونتيجة لسقوط نابوليون الثالث ، فأن الدولة الرومانية الحديثة تعززت وأصبحت واقعا لاعودة عنه في خريطة أوربا . ونحن هنا أمام مثال ممتاز للدياليكتيك التاريخي الذي يتمثل في تحول وضع معين إلى نقيضه . لم ينس الرومانيون نابوليون الثالث بعد هزيمة فرنسا عام 1871 إنما اعتبروه دائما أحد المساهمين في قيام الدولة الرومانية الحديثة ..
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ