Radio Romania International

Arhiva :

الجبهة الديموقراطية الرومانية المعارضة لتشاوشيسكو وحاشيته
(2008-06-30)
آخر تحديث 2008-10-27 18:39 EET Print
ففي عام 1977 أسس بعض من أولئك المسؤولين القدامى الجبهة الديموقراطية الرومانية المعارضة لجاوشيسكو وحاشيته . وتجلت نشاطاتها في الثمانينات القرن الماضي في ظل سياسة الانفتاح التي انتهجها الزعيم السوفييتي يوري أندروبوف ومن ثم في البيريسترويكا و الكلاسنوست للرئيس ميهايل كورباجوف. ضيف الحلقة فلادوتس نيسيبياو الذي درس الفلسفة في موسكو ضمن دفعة من الطلبة الرومانيين وعاد إلى الوطن في منتصف الخمسينات من القرن العشرين . وفي منتصف السبعينات أطلق جاوشيسكو على أولئك جماعة موسكو لأواصرهم مع السوفييت وقرر إبعادهم عن الهيئات القيادية للحزب ، مطالبا الشرطة السياسية ملاحقتهم ومضايقتهم . في عام 1999 روى نيسيبيانو لمحرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية كيف سعى عام 1982 إلى عقد اجتماع سري مع الزعيم السوفييتي آنذاك يوري أندروبوف بوساطة سفيرالاتحاد السوفييتي في بوخارست . فقد اجتمع مع السفير في مياه البحر الأسود وليس على اليابسة خشية أن تتصنت على أحاديثهم المخابرات الرومانية : شريط " اتفقنا على الالتقاء في البحر أثناء السباحة وليس على الشاطئ واتخذنا أعمدة التيليغراف مؤشرات لمكان التقائنا . والتجأنا إلى حيل شتى فدرنا ولففنا في الماء حتى لايبدوعلينا أننا نتكلم . تحدثنا عن جاوشيسكو حوالي نصف ساعة ، فقلت للسفير إني أريده أن يدبرلي لقاءً سريا مع رئيس الحزب والدولة يوري أندروبوف . فسألني عن أسباب عملنا على الإطاحة بجاوشيسكو مشيرا إلى خطورة هذه المساعي . قلت له إن جاوشيسكو رجل غيرشريف وغير نزيه وإن الإطاحة به أمر لابد منه . لكن السفير لم يعطني أي جواب في الحال بل قال إنه سيتمعن في الموضوع “. في عام 1982 خضعت التراكيب القيادية للحزب الشيوعي الروماني لعملية تصفية واسعة تم خلالها إبعاد جميع الذين كانوا قد درسوا في الاتحاد السوفييتي إضافة إلى المطلقين وغير المؤهلين من مسؤولين وأعضاء الهيئات الرئاسية للحزب علما أن نيقولاي جاوشيسكو وزوجته إيلينا كانا يصران على أن تكون الحياة الشخصية للحزبيين خالية من أية أخطاء أو عيوب وكانا يعتبران الطلاق والعزوبية دليلا على عدم الجدية والطيش إلى درجة أن حتى أعضاء الحزب من الناس العاديين مُنعوا من الارتقاء المهني إذا كانوا غير متزوجين ومطلقين . وفي ظل تلك الحملة أصدرت الجبهة الديموقراطية الرومانية بيانا يطالب باعتقال جاوشيسكو وزوجته وإحالتهما إلى المحكمة والقيام بتحولات ديموقراطية في جميع ميادين الحياة . ضيفنا فلادوتس نيسيبيانو من جديد : " كان بيان الجبهة بمثابة برنامج سياسي يؤكد أن رومانيا لا تمضي قدما إلى التقدم والرخاء إنما إلى كارثة شاملة اقتصادية واجتماعية وسياسية ، وأن الديموقراطية التي اخترعها جاوشيسكو والتي يتحدث عنها في جميع خطاباته ليست إلا مهزلة نكراء وهي ديموقراطية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع أبدا . وأشار البيان إلى تردي العلاقات الاقتصادية والسياسية على جميع المستويات بسبب عدم استقرار النظام السياسي وتأزم الحياة بصورة عامة وتفشي الفساد وفرض النظريات الواهية على الشعب بواسطة الدعاية المفرطة وأساليب القهر التي سحقت متجليات إدارة المواطنين ومقتنعاتهم " . طالب البيان المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ضد جاوشيسكو ومنها مقاطعته أومن يمثله في المؤتمرات والمفاوضات الدولية ورفض طلبات الاقتراض التي تتقدم بها الهيئات الرومانية إلى الحكومات والمصارف والهيئات المالية الدولية . وفي وثيقة أشارت الجبهة الديموقراطية الرومانية إلى معاناة الرومانيين جراء ممارسات جاوشيسكو. وقد قرا فلادوتس نيسيبياو على محرري مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية مقاطع من تلك الوثيقة : " بناء على تقييم دقيق للأوضاع الراهنة في البلاد والوقائع الجلية ، تُوجه الجبهة الديموقراطية الرومانية إلى نيقولاي جاوشيسكو وحاشيته التهم التالية:أولا :ارتكاب التجاوزات في ممارسة السلطة من خلال جمع كافة آليات القيادة في يده والإفراط في ممارسة الدور القيادي باسم الشعب من خلال خرق القوانين . ثانيا : ارتكاب الجرائم من خلال إجراءات القمع التي راح ضحيتها من تمرد على أعماله النكراء من عمال وفلاحين ، ثالثا : خرق الدستور بصورة خطيرة من خلال إصداره قوانين مناقضة له" في عام 1989 غيرت الجبهة الديموقراطية الرومانية اسمها إلى جبهة الإنقاذ الوطني وتولت مهام الانتقال من النظام الديكتاتوري إلى نظام ديموقراطي رغم ما تخللت به الديموقراطية آنذاك من ميول استبدادية