صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
تنصيب أول حكومة شيوعية في رومانيا
(2011-03-09)
آخر تحديث 2011-04-29 17:20 EET
في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول عام 1944 كانت رومانيا قد وقعت على اتفاق هدنة مع الاتحاد السوفييتي تعهد هذا الأخير موجبه بعدم ضم أية منطقة في رومانيا إلى أراضيه و عدم تغيير النظام فيها .. إلا أن الخطوات التي اتخذها الاتحاد السوفييتي بعد انتهاء الحرب جاءت على عكس ما نص عليه اتفاق الهدنة لتتفق مع خطته الهادفة إلى ضم رومانيا وسائر البلدان المحتلة في أوربا الوسطى و الشرقية إلى دائرة نفوذه من خلال تنصيب حكومات موالية له بزعامة الشيوعيين في كل واحد منها. بعد اعتقال المارشال أنتونيسكو وحتى تنصيب السوفييت أول حكومة موالية لهم تعاقبت على زعامة رومانيا ثلاث حكومات وكانت آخرها بقيادة الجنرال نيقولاي راديسكو، المعروف بولائه للبريطانيين و الأمريكيين لكنه منح الشيوعيين ثلاث حقائب في حكومته هي الداخلية و المواصلات و العدل وفاء منه بالشروط التي كان السوفييت طرحها للتوقيع على اتفاق الهدنة ..
في شهر فبراير/ شباط عام 1945 أطلقت جماعات من الشيوعيين عمليات احتجاجية صاخبة ضد حكومة راديسكو لزعزعة استقرارها و الإحياء بأن أزمة سياسية خطيرة باتت وشيكة .. كونستانتين فيشويانو كان وزيرا للخارجية في حكومة راديسكو ثم أصبح واحدا من زعماء الرومانيين في المنفى ... في حديث أدلى به لإذاعة أوربا الحرة عام 1976 حصل عليه مركز التاريخ المروي للإذاعة الرومانية في تسعينات القرن الماضي، وصف الأجواء السياسية التي عمت رومانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية ..كما شرح كيف فرض المبعوث السوفييتي أندري فيشينسكي على العاهل الروماني ميهاي الاول إقالة حكومة راديسكو وتعيين حليف السوفييت بيترو غروزا رئيسا للوزراء :
" وصل المبعوث السوفييتي أندري فيشينسكي إلى بوخارست في السادس و العشرين من فبراير شباط عام 1945 وسط أجواء مضطربة للغاية . وقد أبلغتني السفارة السوفييتية كوني وزيرا للخارجية بأن السيد فيشينسكي يريد مقابلة الملك في اليوم التالي .. أود أن أقول لكم إن الطريقة التي تقدمت بها السفارة السوفييتية بهذا الطلب كانت غير لائقة على الإطلاق لكن رغم ذلك نصحت الملك باستقبال المبعوث السوفييتي ..وشاركت أنا أيضا في ذلك اللقاء الذي جرى في اليوم التالي كما طلب السوفييت فبدأ فيشينسكي بالحديث وقدم وجهة نظره حول الأوضاع العامة في رومانيا .. فقال إن حكومة الجنرال راديسكو ليست ديمقراطية بما فيه كفاية وإنها غير قادرة على إبقاء الجماهير في نطاق السيطرة وأنها لم تبذل ما يكفي من الجهود للتخفيف من حدة التوتر ..كان كلامه محض أكاذيب من أوله إلى آخره .. لكن المبعوث السوفييتي كان يتبع في حقيقة الأمر خطة مدروسة هي أن يختلق المبررات اللازمة لكي يطلب من الملك استبدال حكومة راديسكو بأخرى بأسرع وقت ممكن ... لكن مع ذلك كانت سلوكه مهذبا في لقاءه الأول مع الملك وكنت لهجته معتدلة .."
لم يسرع الملك ميهاي الأول لتلبية طلب المبعوث السوفييتي بل ماطل في الأمر قدر المستطاع لكن المبعوث السوفييتي لم يكن على استعداد للانتظار . وفي اليوم التالي ذهب إلى الملك من جديد لكنه تبنى أثناءها سلوكا عدائيا - كونستانتين فيشويانو من جديد :
"في السابع و العشرين من فبراير شباط تم اللقاء الثاني بين الملك و المبعوث السوفييتي الذي استخدم لهجة عنيفة هذه المرة وقال باسم حكومته إن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر وإن الملك يجب أن يتدخل على الفور ليطلب استقالة رئيس الوزراء راديسكو و تنصيب حكومة أكثر ديمقراطية حسب تعبيره .. وقال له الملك إن الحكومة ديمقراطية طالما أنها تضم ممثلين للحزب الشيوعي وغيره من الأحزاب وإنها تحظى بدعم شعبي كبير ..لكن المبعوث السوفييتي لم يقبل بمبررات الملك وأصر على ضرورة استبدال رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة.. حينئذ تدخلت في الحديث و قلت للمبعوث السوفيتي إن نظام الحكم في رومانيا هو الملكية الدستورية وإنه ليس ضمن صلاحيات الملك أن يبدل الحكومات أو يعين أعضاءها وهي صلاحيات تعود في الأساس للأحزاب السياسية .. لكن المبعوث السوفييتي لم يقبل بأي شرح وأي مبرر وطلب تنصيب حكومة للجماهير على الفور ثم انصرف ". في اليوم التالي جرى اللقاء الثالث بين أندري فيشينسكي والملك . و كان ذلك اللقاء بداية النهاية بالنسبة للديمقراطية في رومانيا ..لنستمع إلى كونستانتين فيشويانو مرة أخرى :
"في اليوم التالي جرى لقاء جديد بين فيشينسكي و الملك ولاحظت أن لهجة المبعوث السوفييتي كانت هذه المرة حادة بل عنيفة للغاية ... قال للملك: لقد جئت لمعرفة قرار جلالتكم بخصوص المسائل التي طرحتها عليكم ... وقال له الملك إنه أبلغ الحكومة بطلب المبعوث السوفييتي و أن مفاوضات جارية بين ممثلي الأحزاب السياسية للتوصل إلى قرار بهذا الشأن .. لكن فيشينسكي قال إن هذه المفاوضات لا تكفي وإن حكومة راديسكو فاشية لا بد من إقالتها بأسرع وقت و أمهل الملك ساعتين فقط لتنحية راديسكو.. ثم نهض و ضرب المائدة بقبضة يده و خرج مغلقا الباب وراءه بعنف... عندها أطلعت ممثلي كل من بريطانيا و الولايات المتحدة على موقف المبعوث السوفييتي خاصة وأن فيشينسكي كان قد تحدث باسم لجنة المراقبة للقوى المتحالفة .. لكن للأسف لم تكن سياسة بريطانيا و الولايات المتحدة آنذاك مواتية لرومانيا إطلاقا .."
قبل الملك ميهاي الأول بتعيين بيترو غروزا رئيسا لحكومة مدعومة من الشيوعيين تفاديا لسفك الدماء .. وفي السادس من مارس آذار عام 1945 تولى بيترو غروزا بشكل رسمي رئاسة أول حكومة موالية للسوفييت و التي كانت الأداة التي استخدمها السوفييت لتحويل رومانيا إلى بلد شيوعي دائر في فلكه... وبعد ثلاثة أيام من تنصيب حكومة غروزا أعطى السوفييت الإدارة الرومانية الضوء الأخضر للدخول إلى شمال منطقة ترانسيلفانيا التي كانت هنغاريا قد احتلتها عام 1940 لتحريرها واستعادتها ما حدث فعلا وفي الخامس و العشرين من أكتوبر/ تشرين الاول عام 1944 .
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ