صوت رومانيا العالمي
2025-04-16



















Arhiva :
تفكيك المعاهد العلمية
(2008-03-31)
آخر تحديث 2008-04-07 17:25 EET
من أكثر حالات التفكيك بهدف التنظيم إثارة ، تلك التي خصت هيئات المثقفين ولا سيما تلك المنبثقة عن الأكاديمية الرومانية . المهندس رادو فوينيا المدرس في كلية الهندسة انتخب عضوا مراسلا للأكاديمية عام 1963 . ويقول إن هيئة الأكاديمية لم تضع في الحسبان أية معايير سياسية عند انتخابه بل اقتصرت على كفاءته المهنية وتجاهلت قضية أبيه الذي كان قد قاتل في الحرب العالمية الثانية بصفته ضابط مدفعية وأسر في الاتحاد السوفييتي علما أن النظام لم يكن يقبل توظيف مثل أولئك الأشخاص في مناصب هامة أوانتخابهم في هيئات عليا .
2-في عام 1995 أجرى مركز التاريخ المروي مقابلة مع رادو فوينيا تحدث فيها عن نية الزعيم الشيوعي نيقولاي جاوشيسكو فك إرتباط معهد البحث العلمي بالأكاديمية الرومانية لأنه كان يخشى من المثقفين ويحاول الحد من نفوذهم تحسبا لوقوع أحداث كتلك التي كانت كل من هنغاريا و جيكيا قد شهدتها عام 1956 و 1968 على التوالي .هذا الآن ضيفنا رادوفوينيا:
" كان نيكولاي جاوشبيكو مُطلعا تماما على التطورات التي وقعت في كلا البلدين المجاورين والتي كان النظام قد نسبها إلى المثقفين ، فخشي أن مثل هذه الأحداث قد تقع في رومانيا أيضا وأن المثقفين قد يثيرون بعض المشاكل . فتبادر إلى ذهنه توجيه ضربة ضدهم من خلال تفكيك هيئاتهم العلمية وبالأخص الأكاديمية التي كانت دائما في الطليعة . كان هناك عدد من المعاهد العلمية المنبثقة من الأكاديمية فصوب جاوشيسكو أنظاره نحوها في مسعى يرمي إلى تفكيك صفوف المثقفين . وفي أحد مؤتمرات الحزب تطرق إلى المعاهد المرتبطة بالأكاديمية واصفا إياها بأنها بقايا النظام الإقطاعي . وقال إن رؤسائها يتصرفون وكأنهم إقطاعيون ويعتبرون تلك المعاهد ملكهم الخاص فخطط لتفكيك تلك المعاهد" .
بدأت العملية فعلا في عام 1968 بتأسيس معاهد علمية جديدة ذات صلاحيات مماثلة لتلك التابعة للأكاديمية . من بين تلك المؤسسات الجديدة معهد العلوم الطبية وأكاديمية العلوم الزراعية أما وحدات البحث العلمي التابعة للأكاديمية فقد نُقلت إلى وزارات أخرى . ضيفنا رادو فوينيا من جديد :
" لم يمكن بإمكان النظام تفكيك جميع المعاهد العلمية إنما بقيت هناك سبعة منها ومن بينها معهد الرياضيات والذي كان رئيسها ميرون نيكوليسكو يتقلد أيضا منصب رئيس الأكاديمية الرومانية و الذي كان نيكولاي جاشويسكو يكن له الاحترام والتقدير. ومن جهة أخرى كانت ابنة جاوشيسكو - زويا طالبة في كلية الرياضيات فلم يقدم جاوشيسكو على حل معهد الرياضيات في بداية تلك الحملة ".
الحقيقة أن عملية تفكيك هيئات ومؤسسات المثقفين دمرت حياة بعض الباحثين الذين كانوا قد كرسوا حياتهم كلها للبحث العلمي فقد احتج بعضهم وبينهم عضوالأكاديمية أستاذ الرياضيات الكبير كريكوري مويسيل إلا أن احتجاجاتهم بقيت بدون صدى . وكان الباحثون يعارضون على إحالة معاهد التعليم إلى الوزارات لأن ذلك كان سيؤدي حتما إلى تولي البيروقراطيين الذين لا علاقة لهم بالبحث العلمي رئاستها وإدارتها . وفي نهاية المطاف تم إنجاز الخطة بكاملها :
" كان بعض أعضاء الأكاديمية يعتبرون عملهم في معاهد البحث العملي أمنيتهم الكبرى فكانت إحالتها إلى وزارات أخرى قد وقعت كالصدمة عليهم . فعلى سبيل المثال أحيل معهد الكيمياء العضوية إلى وزارة الكيمياء مما حدا برئيس المعهد العالم والباحث الكبير نيكولاي نينيتسيسكو على إلقاء خطاب شديد اللهجة أمام أعضاء الأكاديمية انتقد فيه الخطة وعواقبها الخطيرة . أما رئيسة معهد علم الأحياء فأصيبت بسكتة قلبية لدى سماعها نبأ إحالة المعهد إلى وزارة الزراعة وتوفيت في غضون بضع دقائق . وفي عام 1975 أحيلت إلى وزارات أخرى المعاهد العلمية التي لم يتم حلها حتى ذلك الحين ، من بينها معهد الرياضيات فكان لرئيسها ميرون نيكوليسكو مصير إليس سافوليسكو فمات مصابا بنوبة قلبية لدى سماعه النبأ" .
 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ