صوت رومانيا العالمي
2025-04-17



















Arhiva :
الملكية الخاصة في النظام الشيوعي الروماني السابق
(2008-03-24)
آخر تحديث 2008-03-31 17:53 EET

صفحات من تاريخ رومانيا

كان القضاء على الملكية الخاصة أحد أهداف النظام الشيوعي وهدفه المزعوم ضمان تساوي الفرص والرخاء للجميع . في القرن التاسع عشر اعتبر بعض الفلاسفة والمفكرون الملكية الخاصة ، حاجزا رئيسيا أمام سعادة الشعب ورقيه ، بينما عادل بير جوزيف برودون - أحد رواد التيار الفوضوي الملكية ، بالسرقة . وتركزت جميع النظريات الاشتراكية على فرض قيود شتى على المُلاك ، بينما دعت الفلسفة الماركسية إلى القضاء على الملكية الخاصة نهائية واستبدالها بالملكية العامة .
تمت تصفية الملكية الخاصة الزراعية وفقا للنظرية الماركسية التي كان مُنَظِروها يمقتونها و يبغضونها بشدة . فكان لينين وماركس وإنكلز يعتبرون الفلاحين محافظين وشديدي التمسك بالأرض وأكثر تحفظا من أن يتأقلموا مع الثورة العالمية .
تجسدت عملية القضاء على الملكية الزراعية الخاصة في تأسيس التعاونيات الزراعية ، حيث افتتحت أول تعاونية من هذا النوع في الاتحاد السوفيتي وسيمت كولخوز ، وانتشرت فيما بعد الكولخوزات في سائر البلدان الدائرة في فلكه . وفي رومانيا سميت التعاونيات في البداية ، مزارع جماعية ، وفي مطلع الستينات من القرن الماضي أطلق عليها تعاونيات الإنتاج الزراعي . بين أعوام 1949 و1962 حاول الفلاحون التصدي لعملية القضاءعلى الملكية الخاصة بل حمل العديد السلاح وأنسحب الى المناطق الجبلية لمواصلة كفاحهم ضد الشيوعيين . ولكن السلطات قمعت حركتهم وزجت بمئات الآلاف منهم في السجون . المؤرخ دورين دوبرينكو وضع دراسات عديدة حول قضية الفلاحين في العهد الشيوعي . وفي حديث أدلى به لإذاعتنا حول تأسيس التعاونيات الزراعية قال :
كان كارل ماركس أول من اقترح القضاء على الملكية الخاصة الصغيرة في الزراعة ولكن هناك أفكارا مماثلة طرحها غيره من المفكرين والمنظرين قبله . فقد ظهرت أولى بوادرها في حركة التنويرالتي شهدتها أوروبا في القرن الثامن عشر ، ولكن ماركس هو أول من حول القضاء على الملكية الزراعية الخاصة إلى نظرية حيث لم يقصد صغارمالكي الأرضي فحسب إنما جميع من كان يملك أرضا . وطالب ماركس بجمع الأرض بأيدي الشعب ، وفي حقيقة الأمر هي بأيدي الدولة ، باعتبارها تمثل الشعب . وقد انتشرت نظرية كارل ماركس في روسيا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى فانتهجها لينين تحت شعار السياسة الاقتصادية الجديدة ولكن ستالين طبقها على أرض الواقع من بعده ولكن بمنهجية عنيفة وقاسية جدا .
هل كان لنظرية تكوين الملكية الزراعية الجماعية قاعدة اقتصادية حقيقية . تُجمع الدراسات الاقتصادية المستقلة إيديولوجيا والتي أجريت حتى الآن على أن تلك القاعدة لم تكن موجودة في الحقيقة . فكان تعامل النظرية الماركسية مع القضايا الاجتماعية يفتقر إلى المرونة والموضوعية حتى أصبح الاهتمام بنظام الملكية والرغبة في القضاء على الملكية الخاصة هاجسا . أما تطبيقها على أرض الواقع فكان حدثا مأسويا لما تسبب فيه من معانات لمئات الملايين من الناس الذين اضطروا التنازل عن أراضيهم لصالح الدولة . المؤرخ دورين دوبرينكو :
في مطلع القرن العشرين شهد الإنتاج الصناعي تحولات كبرى نتيجة لتمركز الإنتاج والرأسمال . أما الزراعة والملكية الزراعية الخاصة فلم تظهر في العهد الرأسمالي ولا في العهد الشيوعي ، إنما يعود تاريخها إلى العصر القديم والفارق بين الملكية الاشتراكية والملكية الرأسمالية أو الإقطاعية يكمن في طبيعتها . فإن الأنظمة السياسية السابقة للاشتراكية كانت تحترم الملكية الخاصة بل اعتبرتها محرك النشاط الاقتصادي . أما النظام الشيوعي فسعى إلى جمع الأملاك كلها بما فيها الأراضي في أيدي الدولة أو بالأحرى في أيدي الذين كانوا يسيطرون على الدولة والذين شكلوا على مدار الزمن طبقة اجتماعية ذات امتيازات سميت في الأدب المختص بنومينكلاتورا أو النخبة السياسية التي كانت تتمتع أيضا بمنافع مادية هامة .
حاولت النظرية الماركسية إقناع الناس بأن الملكية الزراعية الكبرى كانت قد تكونت عبر الزمن بسبل عنيفة وأن للطبقة العمالية بالتالي الحق في القضاء عليها بممارسة العنف أيضا . وقد شوهت النظرية الماركسيةالحقائق وكبدت المجتمعات التي طبقت تعليماتها خسائر لا توصف . المؤرخ دورين دوبرينكو :
تكونت الملكية الزراعية الكبرى اختياريا بينما طَبق النظام الشيوعي مشروعه الواسع النطاق والهادف إلى تكوين الملكية الجماعية مُلْتَجِئاً إلى سبل عنيفة كتدمير وهدم الممتلكات وحتى قلب طبيعة الأشياء . وقد طبقت النظرية الاشتراكية بالقوة مما أدى إلى استتباب الفوضى في المجتمع و وقوع ضحايا في الأرواح . فعلى سبيل المثال فقد انتهت عملية تشكيل التعاونيات الزراعية في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي السابق في غضون بضع سنوات فقط بأمر من ستالين نفسه تم أثنائها استبدال الملكية الرأسمالية الخاصة بملكية اشتراكية خاصة ، إن صح التعبير . وفي جميع المناطق التي تأسست فيها تعاونيات زراعية أوقعت مناهجها العنيفة المتبعة لفرض النظام الجديد ملايين الضحايا في الأرواح .
التجأت السلطات الشيوعية أثناء عملية تأسيس التعاونيات الزراعية إلى التجويع والاضطهاد السياسي . وفي رومانيا بالأخص ارتدت تلك المساعي أشكال القهر حتى أصبحت سلاحا في يد السلطات ضد الفلاحين الذين رفضوا تسليم أراضيهم للدولة . فقد وجد أولئك أنفسهم مضطرين إلى التنازل عنها بعد فرض السلطات ضرائب باهظة عليهم ورفعها حصص الإنتاج المحددة لكل مزارع حتى انتهى الأمر بهم إلى الإفلاس .

أعدته و قدمته ديانا
ورامي

 
Bookmark and Share
WMA
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
MP3
64kbps : 1 2 3
128kbps : 1 2 3
AAC+
48kbps : 1 2 3
64kbps : 1 2 3
استمع الآن
مواقيت البث
التوقيت (UTC)
07.30 - 08.00 15.00 - 16.00


دمية صوت رومانيا العالمي التاريخية - المسخوطة الجالبة للحظ